قبل أكثر من ثلاث سنوات مضت نشرنا في صفحة تقنية المعلومات مقالا كاملا عن الآلات الافتراضية (Virtualization) وكيفية عملها وفوائدها وذلك بالنسبة لأجهزة الحاسب. وعرفنا الآلة الافتراضية آنذاك أو ما يسميها البعض بالآلة التخيلية وفقا لما ذكر في موسوعة ويكيبيديا على أنها (برنامج حاسوب يقوم بخلق بيئة افتراضية تقع بين مستخدم الجهاز ومنصة التشغيل بحيث يستطيع المستخدم تشغيل البرامج المختلفة دون الحاجة لوضع احتياجات كل منصة تشغيل في الحسبان). أما عن ما يميز استخدام الآلة الافتراضية بالنسبة للأجهزة الشخصية هو توفر بيئة افتراضية داخل بيئة فعلية لتسهيل الوصول لموارد الجهاز بمعزل عن النظام المضيف. ويمكن تعميم هذه الفائدة على أجهزة الجوال أيضا، وخاصة لمن يحمل جهازين في ذات الوقت، واحد منهما للعمل والآخر للاستخدام الشخصي. حيث يمكن تقسيم الهاتف الذكي للعمل بنظامين مختلقين لكل منها مواردها الخاصة. بمعنى أن الآلة التخيلية تكون طبقة وسطية من البرامج التي يتم تضمينها في الهاتف لتعمل على فصل نظام التشغيل والتطبيقات والبيانات من موارد الهاتف الأساسية. وبذلك تمكننا هذه الطريقة من تركيب أكثر من نظام على نفس الجوال مثل نظام البلاكبيري والاندرويد، على سبيل المثال. وتعمل حاليا شركات كبرى مثل شركة VMware و Open Kernel Labs في تطوير برمجيات الآلة الافتراضية لتعمل على أجهزة الجوال الذكية مثل برنامج VMware MVP (Mobile Virtualization Platform). ولكن المشكلة الفعلية في عدم انتشار هذه البرمجيات بشكل كبير حاليا على أجهزة الجوال يكمن في أن بعضا من معالجات الهواتف الذكية الحالية يشوبها الكثير من القصور لدعم الآلة التخيلية، فلا يمكن للشخص العادي أن يقوم بتركيب آلة تخيلية على هاتفه الذكي من دون دعم الشركة المصنعة لهذه الخاصية في معالج الهاتف المحمول. غارتنر: بحلول 2012م سيتم شحن أكثر من 50 ٪ من الهواتف الذكية الجديدة بآلة تخيلية وعلى الرغم من وجود هذا القصور الحالي في معالجات أجهزة الجوال إلا أن مكتب الدراسات غارتنر (Gartner) يتوقع بأنه بحلول عام 2012م، سيتم شحن أكثر من 50 ٪ من الهواتف الذكية الجديدة بآلة تخيلية. ولكن لماذا هذا الاهتمام مؤخرا في توفير بيئة افتراضية على الهواتف الجوالة؟ إن الفوائد المجنية لدعم هذه التقنية تتعدى كونها قادرة على تشغيل أكثر من نظام جوال على نفس الجهاز لتصل إلى توفير الأمن وتعددية الاستخدام والتوفير. فمن الناحية الأمنية وعلى الرغم من أن هذا ليس مصدر قلق كبير بالنسبة للمستهلكين الآن، إلا أنه سوف تزداد أهميته إذا اكتسبت التعاملات المصرفية عبر الهاتف المحمول وغيرها من التطبيقات شعبية مماثلة. لاسيما أن انتشار أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر للجوالات (مثل الاندرويد)، ستجعلها أكثر عرضة لهجمات القرصنة والبرمجيات الخبيثة. وبالتالي يمكن للآلة التخيلية المساعدة على حماية البيانات المهمة على تلك الأجهزة. من ناحية تعددية الاستخدام، وخاصة لمن يفضلون فصل متعلقات العمل عن المتعلقات الشخصية في جهاز واحد. فإن الآلة التخيلية سوف تمكن المستهلك من الوصول إلى التطبيقات المفضلة لديه ولمجموعة متنوعة من المنصات (الأندرويد، ويندوز، والبلاكبيري ، وغيرها) على نفس الهاتف المحمول. أما من ناحية التوفير، فإن الجوالات المزودة ببرنامج الآلة التخيلية سوف توفر الكثير من سعر شراء الهواتف الذكية، خاصة أن المستهلكين في عموم أنحاء العالم، لا يستطيعون تحمل أسعار الهواتف الذكية ذات الخصائص الجديدة التي تخرج بين الفينة والأخرى.