تتردد على مسامع بعض النساء أثناء مرضهن بعض الكلمات التي تدل على اللامبالاة من بعض أزواجهن، وعدم تقبلهم لمرضهن، ويتذمر بعضهم كثيراً حينما يراها على فراش المرض؛ فمنهم من يضجر ويمل، والآخر تنتابه موجة من الأنانية ويرهقها في تنفيذ طلباته والقيام بها، ومنهم من يتفهم مرضها ويسعى لراحتها. وفي الوقت نفسه يبحث الكثير من الرجال عن الاهتمام والرعاية حين مرضهم ويجعل الزوجة مرافقته في كل الأوقات، وتسهر على راحته وقد يكون مرضه بسيطاً جداً لايحتمل السهر ليالي متواصلة. البقاء عند أهلي ثقافة «روحي لبيت أهلك» أفقدت كثيراً من الرجال «فرصة الوفاء» وتجديد المشاعر «أم سعد» تحرص على الرعاية التامة لزوجها أثناء مرضه، وتحاول جاهدةً أن تخدمه وتسهر على راحته، وتخشى من تدهور حالته، وما يدهشها أنه ينكر كثيراً مثل هذه المواقف ولا يقدّرها، خاصة حينما تكون مريضة، وقالت:»هو لا يقف معي بمثل ما أقف بجانبه عند مرضه، وربما يفضل ذهابي عند أهلي حتى أتشافى ولا يكون بجانبي!». وتتفق معها في الرأي «أم طلال» في رفض الرجل أي تقصير من قبل زوجته، بالمقابل ترى التقصير كثيراً تجاهها، كأن يعمد إلى مكوثها في بيت أسرتها حين مرضها كي لايسمع منها كلمة أجبرت ان تقولها ليشعر بمرضها ك «تعبانة»، وعلى الرغم من ذلك لايبالي، فتظل المرأة محتبسة مشاعر الحزن بداخلها لما تراه من تصرف سيئ من قبله، واعتبرته عدم إحساس بالمسؤولية. أنانية وجحود وأكملت «أم باسل» حديثها بوصف الرجال بالأنانيين، فذكرت أن بعض الرجال يعتبر اهتمامه بزوجته في مرضها إنقاصا من رجولته أمام أسرته ومجتمعه، وأرجعت ذلك لأسلوب التربية الخاطئة منذ الصغر، وأضافت:»إن هذا التصرف يؤثر سلباً على شعورها النفسي والعاطفي، والذي يشعرها بالإحباط مما يؤثر على الأسرة وقد تتحول إلى شيء من العدوانية؛ بسبب إهماله لها وعدم ثقته، ولكن في حين مرض الرجل قد يبالغ فيه فيهدف إلى أن يكون محط اهتمام ورعاية كي يشعر بالأولوية والسيطرة ليغذي قيم الرجولة الخاطئة التي تربى عليها!». وتشاركها الرأي «أم فيصل»، وتقول:»عندما يمرض الرجل يريد الكل حوله من أجل راحته والاهتمام به، ليكون محور اهتمام ورعاية، حتى لو لم يشعر بالمرض أو أوهم نفسه به، كما ترى أن المرأة أكثر تحملاً من الرجل في شتى الأمور، مضيفةً أن الرجل يصف مرض الزوجة «بالمبالغة والهوالات»، ويعتقد أنها تفعل ذلك رغبه منها في تدليعها، فيهملها ولا يقدر ذلك، ويظن أن المرأة اعتادت على المرض ولها قدرة على التحمل. وتضيف «ابتسام محمد» إن أنانية بعض الرجال قد تصل إلى إرهاق المرأة في حال مرضها، ويجعلها تتحمل الكثير من المتاعب بلا رحمة؛ اعتقاداً منه أن المرأة اعتادت على التعب والشكوى، كما أن مرضها هروب عن تنفيذ واجباتها. علاقة هشة! وأرجعت «فوزية الشهري» عدة أسباب لإهمال الرجل؛ منها تأثره بطريقة التعامل ونمط التربية الذي نشأ عليها، بالإضافة إلى إهمال الزوجة له، واعتبرت ذلك التصرف إحباطا وفتورا في العلاقة الزوجية، كما دعت إلى التعامل الحسن والموازنة في الحياة الزوجية. المرأة بحاجة إلى حنان الزوج ورعايته عند مرضها وطرحت «أم مشاري» رأيها قائلة:»إذا كان مرضها بسيطا ويزول بسرعة فهو لايهتم ابداً، خصوصاً بطلباته المتعددة وعدم اهتمامه بالأطفال، اما إذا طالت مدة المرض فهو يكتفي بعدم طلب شيء قد يثقل على المرأة وقد يطمئن كل فترة عليها، وترى أن طلب الزوج ذهاب الزوجة لبيت أسرتها لراحتها وتلقي العلاج تخلٍيا عنها في وقت الحاجة وقد يجرح مشاعرها. واعتبرت «بدرية العسكر» اهتمام الزوج عادة في حد المعقول لكن لكثرة الظروف الصحية التي تمر بها المرأة قد تؤدي الى ملل الزوج وضجره منها، وغير قادر على رعايتها بالشكل المطلوب، وأضافت:»عندما يؤمن العلاج المطلوب ويعرض عليها الذهاب لبيت أسرتها فهو تصرف جيد ويقدرله أحياناً». مافيك إلا العافية! وتضيف «أم عبدالعزيز» إن إهمال الرجل من جهته يجعلها تماثله بالتصرف، قائلةً: إني أهمل بعض الشيء لإدراكي بتصنعه للمرض، وكي أشعره بما يفعله بي أثناء مرضي، وذكرت أنه عندما يمرض يبحث عن كل السبل ليجعل الكل يلتف حوله ويشعر بالاهتمام، إلى جانب الطلبات العديدة من أنواع العصيرات والخلطات وقد تصل به الحال لمنعي من أمور هامة جراء ماقد يحدث له، وأضافت:ولكن عندما أمرض يكتفي بقول»خذي حبة مسكنة» و»مافيك إلا العافية» رغم التعب الذي أشعر به، مشيرة إلى أنها أصيبت بمرض شديد ولم يهتم إلاّ بعد أيام من شدته ومضاعفته. وتوضح «أم محمد» ردة فعل زوجها عندما ينتابها الألم، وقالت: أحاول جاهدة العلاج بالأدوية المعتادة حتى لايشعر زوجي بمرضي ولا اشغله به، لكن عندما يشتد المرض لا أسمع منه سوى كلمة «متى طبتي أصلاً»، وما يجعلني ازداد توتراً وتعباً وضيقاً من كلمته بالرغم عدم تقصيري بواجباته من جميع النواحي. تباين الرجال كما ذكرت «سلمى إبراهيم» أن النساء لايريدن سوى الاهتمام والشعور بأهميتهن لدى أزواجهن خصوصاً عند مرضهن، لأن المرأة تحتاج إلى الرعاية، مضيفةً أن مانراه أن بعض الرجال يهتمون بزوجاتهم لدرجة قد يؤجل عملاً هاماً من أجل زوجته ولو كان مرضها بسيطاً، والبعض الآخر لو كانت متعبة جداً ووصلت بها الحال إلى عملية جراحية فهو لايهتم بها فهي صفة سيئة تربى عليها الرجل منذ صغره.