شهور من الاستعداد تسبق الرحلة الطويلة الى البيت العتيق حسابات عدة هي الراحلة والزاد والمال والطريق ومناسك الحج والعودة ولكل مكان ومجتمع طريقته في الاستعداد لأداء فريضة الحج. يعقد العزم والنية للحج ويتم تحديد رفيق الرحلة وقائد المركبة في وقت مبكر لحجز المكان المناسب في السيارة فالغمارة لها سعرو الصندوق له سعر فالحجز في الغمارة أو السلة يضاهي الآن الحجز الحجز للدرجة الأولى والسياحية ومكانك في السيارة المعروفة باللوري يحدده المبلغ المدفوع والمكانة الأجتماعية والحجز المبكر وخلال فترة أنتظار موعد الرحيل هناك ترتيبات لابد من عملها منها سداد الدين ووضع الأمانات وتحديد من سيحتضن الأطفال حتى العودة من الحج ومن سيرعى الحلال (المواشي) ومن سيقوم على سقاية النخيل والزروع فالرحلة طويلة والعودة منها محفوفة بمخاطر الطريق بعد هذه الاستعدادات يقترب موعد الرحيل تتمركز السيارات ( حملة الحج ) وسط القرية قبل الرحيل بيوم يتواجد حولها من هو مسؤول عن العفش (المعاون) يتم ترتيبه وفق التقسيمة المتفق عليها وتوضع (الصفة) في الصندوق وهي عبارة عن قطع من الخشب السميك ترص على مجرى حديدي وسط الصندوق وتقسمه عموديا الى طابقين ويوضع في الأسفل الأغنام والزاد والماء وتوضع النساء في الدور العلوي والشباب في السلة (جزء من الصندوق يعلو الغمارة) وكبار الرجال في الغمارة وقد يصل عددهم الخمسة مع السائق وهذا النمط يسير على كل سيارة تركب الأعلام الخضراء على جوانب اللوري وتعلق(قرب الماء) وبين بكاء الوداع وصوت نداء المعاون لبقية الركاب المودعين لمن يحبون يرتفع صوت مكائن السيارات والبواري ونشوة قائد اللوري تزيد من رهبة المكان ويتحرك الركب نحو أول طرق السير التي تخرج من القرية ويختفي في الغبار الخلفي لآخر سيارة في القافلة الحزن والفرح يلف مكان الانطلاق ومن تلك اللحظة يبدأ العد التنازلي لانتظار العائدين من الحج. صعوبات تواجه القافلة الرمال وتعطل إحدى السيارات انقطاع البنزين مرض أحد الحجاج وغيرها كل ذلك في انتظار قائد القافلة وسائقي السيارات ومع ذلك يتم تجاوز تلك الصعوبات التي ينتهي تعبها بمجرد رؤية البيت الحرام وأداء مناسك الحج الذي يحدث خلاله لقاء غير مرتقب مع قريب أوفقدان أحد أفراد الرحلة وسط الحجاج وبعد أداء مناسك الحج تأتي رحلة العودة التي لا تقل أهمية عن رحلة الذهاب وتفترق تلك الأخيرة بالروح المعنوية العالية وفرحة أداء فريضة الحج ووجود مياه زمزم وتعليق (القديد) وهو اللحم المملح من بقايا لحوم الهدي والأضاحي يعود به الحجاج الى أهاليهم بنكهته المعروفة ورائحته المميزة ولونه المكتسي بغبار الطريق وبعض الهدايا (حب الحمص والحلوى والزميرة التي رسم عليها صورة الجمل) وغيرها مما يأتي به الحجاج وعند اقتراب موعد الوصول يخرج الجميع الى أطراف القرية في انتظار مشوب بالقلق ومع غروب الشمس يختفي الأمل في وصولهم في ذلك اليوم وفي اليوم التالي يخرج الشباب إلى مكان أبعد من القرية ينظرون الى الأفق لعلهم يظفرون بالإبلاغ عن القادمين (البشارة) وعندما يتأكد الوصول يخرج النساء والأطفال الى وسط القرية وهناك يحدث مهرجان من الفرح والسعادة بالعودة الإيمانية وقضاء ركن من أركان الإسلام. !!Article.footers.caption!!