تعتبر "سبيرولينا Spirulina" من الطحالب الخضراء المزرقة التي تتواجد في الماء، ولقد نزلت إلى الأسواق كصانعة للعجائب، ويدعي المسوقون بأن سبيرولينا أول خلية نبتت على وجه الأرض قبل 35 مليار سنة، وهي أربع وعشرون ألف نوع، ولكن لا يصلح للأكل سوى نوعان فقط، لا يعرفها سوى المختصون (المسوقون)، وتتميز بأنها تحتوي على أكثر من 100 عنصر غذائي متوازن يجعلها توصف بأنها أكثر مصادر التغذية العضوية الكليّة الكاملة، وتحتوي على الأحماض الأمينية التي تتراوح ما بين 65 -71٪ بروتين كامل، ويعادل أكثر من 3 - 4 أضعاف السمك أو اللحم الذي يحتوي من 15- 20٪، وأكثر 20 ضعفًا من فول الصّويا، كما تحتوي على فيتامينات A، D، E، ومجموعة فيتامين B المُركب كاملة، فهي تحتوي على فيتامين 12 B أكثر 4 مرات من الكبد، وتحتوي على مركب البيتا كاروتين بوفرة أكثر من 25 ضعفا الموجود بالجزر الطازج، وأكثر من 40 ضعفا الموجود بالسبانخ، كما تحتوي على فيتامين E أكثر 3 مرات من جنين القمح، وتحتوي على عدد كبير من الصبغيات المهمة مثل: الكلوروفيل والبيتا كاروتين وزياكسانثين وكريبتوكسانثين، كما توجد مجموعة كبيرة من الأملاح المعدنية مثل: البوتاسيوم، الكالسيوم، الكروم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنجنيز، الفوسفور، السيلينيوم، الزنك، الصوديوم، وتحتوي على الحديد أغنى 58 ضعفا من السبانخ، و28 مرة من كبد البقر الطازج. ولهذا تخطط الولاياتالمتحدةالأمريكية (وكالة ناسا) لاستزراعه في المريخ وفي المحطات الفضائية في المستقبل القريب، حيث يستخدم هذا الطحلب لتغذية رواد الفضاء. سبيرولينا.. والادعاءات العلاجية يدعي المسوقون لهذا الطحلب بأنه الغذاء السوبر، لاحتوائه على مصادر عضوية غنية بالمواد الغذائية والفيتامينات والمعادن كما يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية الأساسية والمواد الملونة والأحماض الدهنية الأساسية. ويُحافظ على حموضة الجسم في حالة توازن مثالية مما يُبعد شبح الأمراض، ويعادل واحد كيلوجرام من اسبيرولينا ما يحتويه 1000 كجم من الخضروات المشكلة من العناصر الغذائية، لذلك فهي تعزز قدرة الجسم على التحمل وتمنحه القوة على مجابهة العوامل المُمرضة بأنواعها، حتى أن اليابان أجرت تجربة لبعض كبار السن الذين اعتمدوا فقط على الإسبيرولينا والماء فقط لأكثر من عشرين سنة ولم يُعانوا قط من أي أمراض. سبيرولينا تحت المجهر إن أبرز الادعاءات العلاجية لهذا الطحلب هو أنه يقوي جهاز المناعة، يخفض الكليسترول، يعالج الأنيميا، يفيد نمو الرضع والأطفال والمراهقين والأمهات الحوامل والمرضعات، يساعد على التركيز والانتباه ومفيد للمجهدين والمصابين بالإعياء مع شهية ضعيفة للأكل وضعف عام في الجسم، مفيد للمصابين بالإمساك، مفيد للرياضيين، يخفف الآلام التي تسبق الدورة الشهرية للأنثى، يزيل السموم من الجسم ويطهر الجسم من البكتريا، مفيد لكبار السن فهو يقاوم التأكسد ويؤخر أعراض التقدم في السن ويقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام، يساعد على منع النوبات القلبية، مفيد للمصابين بأمراض الدم الوراثية ومرض السكر، يمنع الأمراض الوراثية لدى الأجيال القادمة، مفيد للوقاية من ضربات الشمس والأمراض المعدية ويجعل متناوله يتمتع بالحيوية والنشاط، له تأثيرات مضادة للسرطان، وينصح به لمكافحة انفلونزا الخنازير، وله قدرة فائقة لوقف تقدم فيروس الإيدز، كما له القدرة على مقاومة الفيروسات المُسببة للإنفلونزا، الغدة النكفية، الحصبة، وفيروس الحلأ التناسلي، ويؤدي تناوله قبل الأكل بنصف ساعة تقريبا إلى خفض الوزن بينما تناوله مع الأكل أو بعده مباشرة فإن ذلك يؤدي لزيادة الوزن..!! حقيقة سبيرولينا إذا كانت هذه الادعاءات العلاجية صحيحة، فلا حاجة لنا بالأطباء والأدوية، فهذا الطحلب له مزايا تغنيك عن مراجعة الأطباء وتناول الدواء، فلها القدرة على علاج معظم الأمراض، بما فيها المستعصية، وبذلك فهي بالتأكيد ستهدد بإغلاق معظم مصانع الأدوية وخسارة الصيدليات وكساد الأدوية وعطالة الأطباء وإقفال معظم المستشفيات. سبيرولينا على الشاطئ ولكن لننظر بعين العقل والعلم، فمعظم الادعاءات مضحكة ولا أساس لها من الصحة. فإن هذه ادعاءات كبيرة نسبة إلى مخلفات بحيرة مهملة، فمن المعروف أن المصدر الأساسي للسبيرولينا في السابق هي طحالب بحيرة تيكسكو، وهي بحيرة ملوثة قرب مدينة مكسيكو، بينما الآن قد تزرع معظم هذه الطحالب في بحيرات نظيفة. السبيرولينا هي طحالب (أشينات) وحيدة الخلية طافية على الماء، تتميز بأنها غنية بالكلوروفيل (مثل جميع الأغذية الخضراء)، تحتوي بشكل أساسي على البروتين، الذي قد لا نكون بحاجة إليه من مثل هذا المصدر، كما تحتوي على معادن ضئيلة، فمعظم النسب المذكورة بها هي على أساس الوزن الجاف، مما يعني أنه يجب عليك أن تأكل كميات كبيرة جدا جدا لتحصل على كمية معقولة من احتياجاتك الغذائية. وبعد مراجعة الادعاء بأن السبيرولينا غنية بفيتامين B12 وفق الادعاءات البحثية، تبين أن التحليل لم يفرق بين فيتامين B12 ومركب مماثل لا يستطيع الجسم البشري الاستفادة منه، مما جعل رابطة التغذية الأمريكية وجمعية أخصائيي التغذية الكندية تتفقان على نفي ذلك، وأنه لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر لهذا الفيتامين، مما يثبت أن الادعاءات العلاجية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية الموثقة. من المهم معرفة أن السبيرولينا تحتوي على مركب فينيل الانين phenylalanine والتي ينبغي للمصابين بمرض phenylketonuria تجنبه حيث يتسبب لهم بتلف في الدماغ، كما أيضا تحتوي سبيرولينا على مواد سامة تسمى microcystins، التي تتراكم في الكبد ويمكن أن تتسبب في الإصابة بالسرطان، أو أمراض الكبد الأخرى. لماذا إذا ندفع لشراء غثاء البحيرات الذي قد يكون ملوثا بالجراثيم وأقذار الحشرات، والمواد التي قد تكون سامة، علما بأن طعمها الحقيقي كريه جدا ويمكن أن تجعلك تتقيأ، كما أن تناولها قد يتسبب في الصداع والتعب وسيلان الأنف، واضطراب الجهاز الهضمي من إسهال وإمساك، ويدعي الصانعون أن ذلك بسبب بداية إزالة السموم من الجسم، وأن الأعراض الأخرى من الإرهاق والطفح الجلدي والتوتر العصبي وزيادة الإصابة بالزكام، يُفترض أن تزول بعد أسبوع، وينصحون الزبائن بألا يستعملوا أي دواء لتخفيف هذه الأعراض، وأن يتجنبوا الأغذية الغنية بالبروتين، لأنها تهدد عملية الشفاء، وتستمر بعض التعليمات الأخرى والتي نرى أنها نصائح ليست جيدة. عندما تغريك مثل هذه الادعاءات لشراء هذه الأصناف التي لم تُوثق وتثبت من جهات علمية، فاتجه إلى سوق الخضار والفاكهة، واستثمر مالك بشراء بعض الأغذية الطبيعية المعروفة التي قد تكون غالية أو نادرة، والتي عادة تمر بها مرور الكرام بسبب غلاء ثمنها، فالفائدة الغذائية والصحية أعلى بكثير من تناول بعض الأغذية غريبة المصدر. سبيرولينا تحت الميكروسكوب