حذر قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس المسؤولين الأفغان من ان انتقادات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي العلنية الأخيرة للإستراتيجية الأميركية تهدد فعلياً بتقويض الحرب ، وبجعل موقفه شخصياً "من دون سند". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" امس عن مسؤولين أفغان وأميركيين قولهم ان بترايوس أعرب أول أمس الأحد "عن دهشته وخيبة أمله" إزاء دعوة كرزاي في مقابلة إلى "تخفيض عدد العمليات العسكرية" وإنهاء العمليات الخاصة التي تنفذها القوات الأميركية في جنوبأفغانستان والتي يقول المسؤولون في قوات التحالف انها أدت إلى مقتل أو اعتقال المئات من قادة حركة "طالبان" في الأشهر الأخيرة. وأوضحت الصحيفة ان بترايوس، في لقاء مع أشرف غاني الذي يقود التخطيط الحكومي للمرحلة الانتقالية في أفغانستان، أشار كما قال عدة مسؤولين "افتراضياً" إلى عدم القدرة على المساهمة في العمليات الأميركية في ظل تصريحات كرزاي. يشار إلى ان الغارات الليلية هي في صلب إستراتيجية بترايوس لمكافحة التمرد وهي رئيسية في آماله للتمكن من إظهار تقدم ملحوظ عندما يجري البيت الأبيض مراجعة للوضع في أفغانستان الشهر المقبل. وقلل المسؤولون من أهمية ما نشر عن عزم بترايوس الاستقالة ، لكن أحد الدبلوماسيين الأجانب في كابول قال ان "مضي كرزاي في هذا الطريق، وفي هذه المرحلة بالذات، يقوض فعلاً مساعي بترايوس، وليس مساعيه شخصياً فقط بل مساعي المجتمع الدولي". وطلب المسؤولون عدم الكشف عن هويتهم بغية التمكن من مناقشة هذا الموضوع. وقال مسؤول عسكري في "الناتو" ان بترايوس "لم يهدد أبداً بالاستقالة" لكن كلامه مع غاني عكس رغبته بضمان أن يفهم الأفغان جدية الوضع. وحاول بعض المسؤولين الأفغان التخفيف من حدة الوضع بالإعلان عن احترام كرزاي لبترايوس وإيمانه بإستراتيجيته. وقال مسؤول أفغاني رفيع المستوى انه "من الخطأ" أن يتم تفسير ملاحظات كرزاي على انها "تصويت عدم ثقة بالجنرال بترايوس"، مضيفاً انه بالإضافة إلى الاتفاق على إنهاء المهمة القتالية لقوات التحالف مع نهاية العام 2014 ثمة "مصالح وأهداف مشتركة" عديدة أخرى. وقال مسؤول آخر من "الناتو" ان كرزاي "يستدير 180 درجة في وجه ما هو نقطة مركزية في حملتنا الحالية". وأضاف "من الواضح انه ما عاد لدينا شريك موثوق به في كابول، أظن أننا حاولنا إصلاح الأمور خلال زيارة كرزاي لواشنطن" في مايو، "لكن الدواليب ترتخي أكثر فأكثر.. منذ ذلك الحين". وفي واشنطن، وصف مسؤولون كلام كرزاي بأنه ليس شيئاً خارجاً عن المألوف، وأشاروا إلى انه عبر عن مواقف مماثلة مع بترايوس وغيره من المسؤولين. وقال كرزاي انه يريد أن تخرج القوات الأميركية من الطرق ومن منازل الأفغان، مشيراً إلى أن وجود عدد كبير من القوات الأجنبية لوقت طويل لن يساهم إلا في زيادة الأوضاع تعقيداً. وأوضح أن "الوقت حان من أجل تخفيض العمليات العسكرية" و"الحدّ من التدخل اليومي في حياة المواطنين الأفغان". الى ذلك قال مسؤولون اميركيون إن إدارة الرئيس باراك أوباما طوّرت خطة للبدء بنقل المهمات الأمنية في بعض مناطق أفغانستان الى القوات الافغانية خلال الاشهر ال 18 الى ال24 المقبلة، مع التوجه نحو إنهاء المهمات القتالية الأميركية هناك بحلول العام 2014. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين أن الحكومة الأميركية تقيّم أية مناطق يمكن ان يكون تسليمها آمن للقوات الأفغانية وهي ستكون جاهزة لتحديد المناطق نهاية هذه السنة أو بداية السنة المقبلة. وأضافوا أن مزيداً من المناطق كل أشهر ستنتقل لتكون أمنياً تحت سيطرة القوات الأفغانية مع الهدف بأن تنتهي المهمات القتالية الأميركية في أفغانستان بحلول العام 2014. وأشار المسؤولون إلى أن الخطة الأميركية بنقل هذه المهات إلى القوات الأفغانية ستعرض في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي ستعقد في لشبونة هذا الأسبوع.