ذبح الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام نتقرب بها إلى الله عز وجل، غير أن هناك بعض المسلمين اليوم حاد عن المقاصد والأهداف الدينية والاجتماعية لهذه الشعيرة؛ فانخرطوا في سباق محموم للتفاخر والتباهي الاجتماعي بعدد الأضاحي وحجمها الذي أصبح علامة على الأفضلية والسمو الاجتماعي، والمحزن أن البعض يضطر إلى مواكبة هذا الموج فيدخلون في مشقة وعنت ويحمّلون أنفسهم ما لا طاقة لهم به، ويثقلون كواهلهم بالديون من أجل شراء كبش العيد والاحتفال بهذه المناسبة، فهل هذه الشعيرة المباركة والعبادة العظيمة أصبحت في نظر البعض للتباهي؟. إن هذا السؤال وإن بدا منطقياً في نظر أم أحمد 50 عاماً إلاّ أنها ترى أن «الموروث الاجتماعي» هو من رسخ مثل هذه السلوكيات، مشيرة إلى أن تعاليم الإسلام واضحة، وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الأضحية معروف، ومتفق عليه، دون إسراف أو تبذير أو مباهاة «أنا ذبحت اليوم عشرة خراف وعائلة فلان ذبحوا سبعة!»، مؤكدة على أن توجيهات الإسلام العامة كلها تخدم مصلحة الإنسان؛ فهو الذي نهى عن الإسراف والتبذير وأمر بالاعتدال والتوازن في كل شيء، ولابد أن يدرك هؤلاء أن تصرفهم هذا قد يشق على أناس لا يستطيعون تأدية هذه الشعيرة؛ فتصبح وكأنها من العبادات الإلزامية قال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). من جانب آخر يؤكد علماء الدين أن التفاخر بالأضحية من أبرز التجاوزات التي تحدث كل عام، موضحين أن الذبح للتفاخر يضيع الثواب؛ لأن القربات لله سبحانه وتعالى ولا يجوز أن تتلبس بالرياء لأن الرياء يسقط العمل، ويخالف ما كان عليه السلف الصالح، بل الأئمة الكبار والعلماء الأخيار، حيث كان بعضهم لا يضحِّي وهو من القادرين عليها خشية أن يعتقد البعض أنها واجبة، ويعلن ذلك على الملأ من غير خجل ولا وجل.