يكثف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حضوره الإعلامي للترويج لكتاب مذكراته الذي صدر مؤخرا " قرارات حاسمة" بعد عامين من مغادرته البيت الأبيض . ولكن في المقابل انطلقت موجه من الانتقادات في وجه الرئيس السابق حول الكثير من النقاط التي أثارها في كتابه وجادلها في حواراته . في حواره الموسع مع قناة أن بي سي تحدث الرئيس السابق عن مجموعة من أهم القرارات التي أصدرها والتي لا تزال مثار جدل كبير . من أهم هذا القرارات قرار الحرب على العراق التي أشار فيها إلى أنه كان يعتقد بالفعل بامتلاك صدام حسين لأسلحة نووية الأمر الذي لم يكن يتوقعه . ولكنه مع ذلك رفض رغبته بالاعتذار مشيرا إلى ان الشخص يعتذر إذا كان قراره خاطئا بشكل أساسي الأمر الذي لا يعتقده مشيرا إلى أن العالم سيكون أفضل بدون الرئيس العراقي السابق صدام حسين . وأشار جورج بوش إلى موافقته على عمليات التعذيب التي تعتمد على الإغراق بالماء التي تثير صخبا واسعا بسبب معارضتها للقوانين الدولية موضحا أنه استشار مستشاريه من المحامين الذين أفادوا بمشروعية الإجراء الذي تم تطبيقه على ثلاثة سجناء من بينهم على خالد شيخ محمد ما يقارب 138 مرة للحصول منه على معلومات هامة. وقال الرئيس بوش إنه سيتخذ ذات القرار فيما لو كان المسؤول اليوم. الرئيس بوش أبدى أسفه على إعصار كاترينا مشيرا إلى ذلك كان خطأ كبيرا مشيرا إلى أن وصف بالعنصري كان من أكثر الأوقات التي أثرت عليه . ولكن الرئيس الأمريكي رفض أن يعطي رأيه في مسجد نيويورك الذي يثير أزمة بين المناصرين والمعارضين مشيرا إلى أنه يفضل السكوت عن الخوض في الجدالات بعد أن غادر الرئاسة ولا يرغب أن يقارن رأيه بما يقوله الرئيس الحالي باراك أوباما. الانتقادات التي واجهت بوش أشارت أنه رفض الاعتذار بالرغم من الأخطاء الكارثية التي ارتكبها بغزوه للعراق والرقم الكبير لأعداد القتلى من العراقيين والأمريكيين . أحد المعلقين من قناة أم أن بي سي قال: إن كون الرئيس لا يعتبرها أخطاء مشيرا بسخرية " أن وصفه بالعنصري هو ما جرح مشاعره". وبخصوص التعذيب من خلال الإغراق بالماء قال عدد من المعلقين أن بوش لا يفهم أن مثل هذا الإجراء معارض للقوانين الدولية مشيرين إلى ان الجنود الأمريكيين هم من سيدفعون الثمن إذا ما تم تطبيق هذا الأمر عليهم . الانتقادات لم تطل بوش وحده بل حتى المذيعة اوبرا وينفري التي بدت ناعمة جدا في لقائها معه الأمر الذي حول اللقاء إلى لحظات حميمة دافئة في الوقت الذي يجب طرح أسئلة ضرورية كما أشارت مجلة النيوزويك في تقريرها . في الواقع أن حضور الرئيس السابق بوش الإعلامي لم يكن مقنعا حيث بدا مفتقدا القدرة على الإقناع في صوابية قراراته المصيرية التي اتخذها الأمر الذي دفعه في إحد المرات للقول للمذيع مات لوير إنه لا يريد النقاش ولهذا قام بتأليف هذا الكتاب ليشرح للناس وجهة نظره .