كان الرئيس الجورجي ساأكاشفيلي أول رئيس دولة يتوجه إلى العاصمة كييف لتهنئة المعارضة الأوكرانية وزعيمها يوشينكو حتى قبل إعلان النتائج الرسمية للانتخابات ولفت الأنظار منذ هبوطه من سلم الطائرة بأنه وجه التحية للشعب الأوكراني مهنئا باللغة الأوكرانية. ويرى المعلقون أن هذه الزيارة تلميح مباشر إلى أن أوكرانيا ستكون كجورجيا التي انتصرت ثورتها الوردية البيضاء كما يحب الغرب أن يطلق عليها بإطار مشابه إلى حد كبير وبالتالي في موقفها من روسيا كجار يجب الحذر منه والغرب كمنقذ وحام ونصير . وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساأكاشفيلي قد أكد عشية هذه الزيارة أن أعظم إنجاز حققته بلاده في العام المنصرم هو تحرير إقليم أدجاريا من براثن صنائع الهيمنة السوفييتية وأن جورجيا هي التي بدأت المرحلة النهائية لتحرير أوروبا وتوحيدها الكامل، مشيرا إلى أن أوكرانيا(البرتقالية) سارت على خطى الثورة المخملية الجورجية (البيضاء). ونوه ساأكاشفيلي بأن الخطوة التالية هي تحرير أبخازيا وأوسيتيا وإعادتهما إلى جورجيا الأم، مضيفا «إننا فقدنا أبخازيا بسبب خيانة بعض الجورجيين». وقال:«ليس هناك بديل عن استعادة وحدة تراب الوطن وأنا واثق بالمطلق من عودة أبخازيا». وفي إطار دعائي لا يخلو من مبالغة ساطعة وصف ساأكاشفيلي جورجيا بأنها الدولة الوحيدة في المجال ما بعد السوفيتي التي ليس فيها إشكاليات ديمقراطية وقال إن لدى جورجيا البالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة أكبر نسبة من الصحفيين والشركات التلفزيونية بحساب الفرد الواحد. وان خمس فضائيات جورجية تولت تغطية الانتخابات في أوكرانيا. هذا ناهيك عن زيادة واردات الميزانية ثلاث مرات كما أشاد بتقلص التهريب والفساد والاختلاس الذي كان متفشيا بين كبار موظفي الدولة دون أن يذكر أن هذه الظاهرة ما زالت متفشية في معظم الأجهزة والمؤسسات بنسبة تفوق معظم دول المجال السوفييتي السابق الذي اعتبر الرئيس الجورجي أن بلاده تتفوق عليها ديمقراطيا .