كشفت مصادر إسرائيلية أمس عن مخطط استيطاني ضخم هو الثاني من نوعه، أثناء زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية الى واشنطن، ويقضي باقامة حي استيطاني منفصل يضم نحو 800 وحدة، غرب مستعمرة "ارئيل" كبرى مستعمرات شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان التخطيط لاقامة هذا الحي (مستعمرة جديدة)، بدأ قبل شهر، بعد سنوات طويلة من المداولات القضائية، فيما يحتاج الى مصادقة ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية "أرئيل" للمباشرة بعملية البناء. واشارت الصحيفة الى ان الأرض المخطط البناء عليها تقسم إلى قسمين، الأول مسجل بملكية "الدولة" والثاني مسجل بملكية خاصة لرجل الأعمال المدعو أفراهام شماي، ما يعني البناء في الجزء الثاني لا يتطلب مصادقة وزارة الحرب، بل تكفي مصادقة لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية المستوطنة. وكشفت " هارتس" عن لقاء جمع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مع رئيس بلدية مستعمرة "أرئيل"، رون نحمان، حيث أكد نتنياهو له انه يبذل كل جهد مستطاع من أجل تلك "المدينة" وان العالم بأسره يقف ضد هذا الموقع الاستيطاني الجديد. ووفق المصادر الاسرائيلية فان الارض المخصصة للمشروع الاستيطاني الجديد تقع بمحاذاة مدينة سلفيت، وبالتالي فان تنفيذ المخطط يعني محاصرة سلفيت من جهتين. وهذا المخطط الاستيطاني هو الثاني من نوعه وحجمه الذي يتم الاعلان عنه خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، حيث اعلن يوم الاثنين نشر عطاءات لبناء نحو 1300 وحدة استيطانية في مستعمرة " هارحوماه" المقامة على جبل أبو غنيم جنوبالقدسالمحتلة، وذلك بعد ساعات من لقاء جمع نتنياهو ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن. وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس من سلطات الاحتلال الاسرائيلية التراجع عن قرارها بناء مساكن يهودية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وقالت اشتون في بيان "ان هذه الخطة (بناء 1300 مسكن يهودي في القدسالشرقية) تتعارض مع الجهود المبذولة من المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات المباشرة ويتعين الغاء القرار". واضافت "ان المستعمرات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا". واعرب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال المشروع الاستيطاني الجديد ، وذلك خلال لقائه الاثنين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال متحدث باسم الأممالمتحدة في بيان بعد محادثات بين بان ونتنياهو ان "الامين العام اشار الى انه من الضروري الخروج من المأزق الدبلوماسي واستئناف المفاوضات والتوصل الى نتائج". وأضاف ان بان "اعرب عن قلقه من استئناف البناء ومن الاعلان الاخير حول بناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية". واشار الى ان الامين العام "اعرب ايضا عن الامل في ان تأخذ حكومة (اسرائيل) اجراءات في المستقبل لتسهيل حركة انتقال السكان والبضائع من والى غزة". وقد ندّد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بهذا الأمر محملاً نتنياهو "المسؤولية المباشرة عن انهيار مفاوضات السلام". واعتبر عريقات ، في بيان صحافي أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن هذه العطاءات الاستيطانية أثناء وجود رئيس وزرائها في واشنطن "يؤكد أنها اختارت الاستيطان وليس السلام". ودعا عريقات الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي إلى الرد على القرارات الإسرائيلية الأحادية بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، بعاصمتها القدسالشرقية. وكانت الولاياتالمتحدة ، اكتفت بالقول أول من أمس أنها تشعر ب "خيبة أمل شديدة" حيال الاعلان الاسرائيلي. وقال المتحدث فيليب كراولي للصحافيين ان واشنطن "تشعر يخيبة أمل شديدة من الاعلان (الاسرائيلي) عن التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في مناطق حساسة من القدسالشرقية". واضاف ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان الاعلان "يعود بنتائج عكسية على جهودنا لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين". قال ان هذه المسالة ستكون من بين النقاط التي ستبحثها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء نتنياهو عند لقائهما في نيويورك غداً الخميس. وأكدت المتحدثة باسم منظمة "السلام الان" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان معظم المساكنالجديدة التي سيتم بناؤها تقع في حي هار حوما (جبل أبو غنيم) الاستيطاني اليهودي الذي يضم اكثر من سبعة آلاف مستعمر. ويقع قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية. واضافت المتحدثة "انها مرحلة جديدة في (هار حوما) ستؤدي الى توسيع هذا الحي فعلا. انه استفزاز كبير".