نزل صيادون إلى مياه البحر قبالة الساحل الجنوبي لسريلانكا الذي دمرته موجات المد متحدين رائحة الموت الكريهة لانتشال سفنهم الغارقة فيما يحاول الالاف استئناف حياتهم التي انهارت. واصطف رجال في المياه التي غطت صدورهم وهم ينشدون ويجذبون الحبال في صراع من اجل انقاذ حياتهم. وعلى بعد مسافة على الساحل لا زالت المياه تلقي بجثث على الشاطىء بعد اسبوع من جرف الموجات العملاقة الالاف إلى حتفهم. وغطس البعض في الماء لمحاولة تخليص السفن المغمورة بالمياه فيما يقوم اخرون بجذب الحبال وهتف مئات من السكان المحليين حين طفا قارب على السطح ولكن اتضح استحالة اصلاحه. ودمرت الموجات اسطول الصيد والقت ببعض السفن على بعد مئات الامتار على البر. ويحاول صيادون اصلاح سفنهم بلا جدوى بينما تتساءل قرى بأسرها كيف يمكنها العيش دون حرفتها الاساسية. ويقول كيه. بييدسا «اكسب رزقي من التجول في القرية على ظهر دراجتي وبيع السمك. هكذا اكسب المال لانفق على اسرتي الصغيرة.» واضاف وهو جالس وسط صناديق المعونات الغذائية في دير مع زوجته وابنته واحفاده الثلاثة «فقدت دراجتي وليس لدي مال. يا ليتني مت.» وعلى طول السواحل الجنوبية والشرقية والشمالية لسريلانكا يساعد ما يصل إلى 50 الف جندي البلدات على إعادة بناء البيوت والمدارس والمتاجر المتهدمة وتوزيع المعونات الغذائية والادوية على الاف من المشردين في المعابد ومخيمات اللاجئين. وفي بعض المناطق كافح عمال الانقاذ للوصول للجثث المتعفنة المحاصرة في عربات القطارات او المباني المنهارة لدفنها في مقابر جماعية. وانتشل عمال الانقاذ اكواما من الاثاث المحطم والطمي مما تبقى من اسقف وجدران منازل مدمرة. وقال المتحدث العسكري دايا راتناياكي «يركز الجيش والقوات البحرية والجوية والشرطة وفرق الشبان على إعادة بناء المنازل والطرق. معظم رجالنا يشاركون في عمليات الانقاذ.» كما تضخ وحدات الجيش المياه من الابار التي غمرتها مياه البحر الراكدة والانقاض. واضاف المتحدث «يعتمد بين 80 إلى 90 بالمئة من السكان على مياه الابار في الشرب.» وسارعت مئات من الاسر المشردة في منطقة امبارا الشرقية بازالة برك المياه الموحلة من المخيمات المؤقتة بعد ان غمرت الامطار الغزيرة بعض المناطق أمس لتزيد من معاناتهم. وبالقرب من جالي في ميناء ترينكومالي الشرقي تسلم سفن البحرية الهندية المعونة وتخدم كمستشفيات عائمة.