كشف خبير سعودي في الطاقة أن المملكة خططت منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي لإنشاء محطات كهربائية تعمل بالطاقة النووية مبيناً أن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله - أمره بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة مؤخراً يؤكد بعد نظره وحنكته السياسية وحصافته القيادية. وأكد خبير الطاقة وأستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود الدكتور عبد الله الشعلان أن المملكة رغم تأخرها كثيراً في مجال أبحاث الطاقة النووية إلا أنها بدأت العمل بها قبل خمسة عشر عاما عندما أجريت بجامعة الملك سعود أبحاث مكثفة لهذه الطاقة من خلال برنامج ماجستير مشترك بين الجامعة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنشئ على إثره مختبر خاص بقسم الهندسة الكهربائية لإجراء التجارب العملية وتحقيق النظريات الفيزيائية في هذا النوع من التقنيات العالية الحساسية والشديدة التعقيد مبيناً أن بعضا من دول العالم الثالث قد استحوذ عليها والبعض الآخر لا يزال يحث الخطى نحو الوصول إليها والحصول عليها. وأبان الدكتور الشعلان أن تشارلز تي مين (مؤسسة استشارية مقرها بوسطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية) قامت في عام 1976م بعمل خطة بعيدة المدى للتوسع في كهربة المملكة حيث ارتأت في خطتها آنذاك بناء محطات كهربائية تعمل بالوقود النووي بحلول عام 2002 م. وأشار إلى إن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله - أمره بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة مؤخراً يؤكد بعد نظره وحنكته السياسية وحصافته القيادية حيث تتولى هذه المدينة مهام برامج الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في المملكة وبخاصة في مجالات توليد الكهرباء وتحلية المياه وتحضير النظائر المشعة في فروع الأبحاث الطبية والصناعية. وأوضح كذلك أن هذه المدينة ستمكن المملكة – بمشيئة الله - من استشراف احتياجات ومتطلبات المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل دقيق ومدروس يساعد في زيادة معدلات التنمية ويعطي المملكة القدرة المعرفية ضمن الاتفاقات والمعاهدات الدولية المتعلقة بموضوع الأمن النووي التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة الذرية وتوفر المواد الضرورية للاستخدامات الطبية والزراعية والصحية وكافة الاحتياجات الوطنية. وأضاف الدكتور الشعلان بأن هذه المدينة ستسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة بالمملكة من خلال استخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية مما يؤدي رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة وبخاصة أن المملكة تشهد نموا مطردا وبمعدلات عالية للطلب على الكهرباء والمياه المحلاة وذلك نتيجة للنمو السكاني والعمراني والتوسع في البنى التحتية تبعا لذلك.