طرأ تحسن ملحوظ على أداء شركة الجوف للتنمية الزراعية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2010، ما نتج عنه زيادة في ربحية سهمها إلى 3.18 ريالات، عن السنة المنتهية في 30 سبتمبر 2010، من 3.14 ريالات خلال عام 2009، وجاءت هذه الزيادة امتدادا لأداء الشركة المتميز خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة إصرار إدارتها على التميز في الأداء، وبالمحافظة على مكاسبها، وكذلك إلى تعزيز وضعها بالتوسع مع تقليص المصاريف، فقد انخفض إجمالي المصروفات عام 2009 إلى 44.73 من 47.88 مليون عام 2008، مع زيادة إجمالي الدخل إلى 271.25 مليون ريال من 215.38 مليون لنفس الفترة. وكانت الرياض توقعت في تحليل سابق، أكتوبر 2009، بأن يتجاوز ربح سهم الشركة 3.13 ريالات عن العام 2009، وهو ما حدث فعلا، لأن ما رشح لنا من معلومات عن توجه وطموحات إدارة الشركة، والتوسع المزمع في أنشطتها، هو ما عزز هذه الثقة، ودعم احتمال التحسن في الربحية، والذي نتمنى أن تكون له صفة الاستدامة، وعلى المدى البعيد. تأسست "الجوف للتنمية"، شركة مساهمة سعودية، بتاريخ 3/12/1988، بالسجل التجاري رقم 34004730، بمدينة سكاكا في الجوف، برأس مال قدره 200 مليون ريال سعودي، موزعة على أربعة ملايين سهم، وكانت قيمة السهم الاسمية آنذاك 50 ريالا سعوديا، وحاليا يبلغ عدد أسهم الشركة 20 مليون سهم، بعد تجزئة السهم لتصبح قيمته الاسمية 10 ريالات، منه نحو 19 مليون حرة. يشمل النشاط الرئيسي للشركة الإنتاج الزراعي بشقيه، النباتي والحيواني، إضافة إلى تصنيع وتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية. تركز الشركة على زراعة مساحات كبيرة بالبطاطس من جميع الأصناف، لتلبية الطلبات المتزايدة، كما حققت الشركة نجاحات كبيرة في زراعة البصل، ما مكنها من التوسع في هذا المجال، والتركيز على الأصناف التي تتناسب ومتطلبات المستهلكين، ولتوافر الظروف الملائمة في منطقة الجوف، تمكنت الشركة من إنتاج العديد من أصناف الفاكهة، كما توسعت الشركة في إنتاج زيت الزيتون، نظرا لانتشار أشجاره في المنطقة، وتنتج الشركة زيت الزيتون الذي يعتبر من النوع الطبيعي النقي، والخالي من المواد المضافة. أيضا تنتج الشركة العسل بكميات تسويقية، كما تقوم بزراعة محصولي القمح والشعير لتغطية حصة الشركة لدى الصوامع وتأمين احتياجات الشركة والأسواق المحلية من بذور القمح والشعير المعالجة. تتولى الشركة، في المحطة المتكاملة لتنقية ومعالجة البذور التابعة لها، بتنقية ومعالجة بذور القمح والشعير، ويتم تسويق الإنتاج في أنحاء المملكة، بعد تأمين احتياجات منطقة الجوف من البذور المعالجة. واستنادا على إقفال سهم الجوف للتنمية الزراعية على 31.10 ريالاً، الأسبوع الماضي، 26 ذي القعدة 1431 ه، الموافق للثالث من نوفمبر 2010، بلغت القيمة السوقية للشركة 625 مليون ريال، موزعة على 20 مليون سهم. ظل سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 26.90 ريالاً و 31.10، في حين تراوح خلال عام بين 26.9 ريالاً و 39.60، ما يوحي بأن سهم الشركة متوسط إلى منخفض المخاطر، ولكن متوسط كمية الأسهم المتبادلة يوميا، والبالغ 62.50 ألف سهم، ربما يهمش هذا الإيحاء. من النواحي المالية، أوضاع الشركة ممتازة، فقد بلغ معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين 6.35 في المائة، ونسبة الخصوم إلى الأصول 5.88 في المائة، وهما نسبتان ممتازان، خاصة في ظل معدلات سيولة ممتازة، فقد بلغت السيولة النقدية 5.68، السيولة السريعة 6.32، ومعدل التداول 7.97، ما يؤكد حصانة الشركة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية، سواء كان ذلك على المدى القريب، وحتى على المدى البعيد. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المتميز والمتنامي على مدى السنوات الخمس الماضية، فجميع مؤشرات أداء سهم الشركة في تحسن مستمر، إذ زاد إجمالي الأصول إلى 578 مليون ريال عام 2009، من 355 مليون عام 2004، بنسبة 10.22 في المائة، وتبعا لذلك زادت قيمة السهم الدفترية من 15.02 ريال إلى 26.76، يدعم ذلك نمو حقوق المساهمين الذي قفز بنسبة 13.35 في المائة خلال العام الماضي 2009، وبلغ متوسط النمو في حقوق المساهمين 12.25 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية. وطرأت زيادة في الإيرادات مع انخفاض إجمالي المصروفات، وهذا بدوره انعكس على الأرباح، التي نمت بنسبة19.11 في المائة خلال العام الماضي، رغم ما تعرض له الاقتصاد العالمي من نكسات، بينما بلغ متوسط نمو الربح 44 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بعد أن وضعت الشركة ربحية السهم، النمو، والتوسع في أنشطتها أهدافا أساسيا. وفي مجال السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي 9.48 اضعاف، وهو ممتاز، وأفضل من مكرر الربح البالغ 10.26 اضعاف عام 2009، يعزز ذلك مكرر الربح على النمو البالغ 0.22، وفي هذا ما يشير إلى أن سعر السهم البالغ 31.10 ريالا لا يزال دون قيمته العادلة، وجاءت قيمة السهم الدفترية خلال العام 2009 عند 26.76، بمكرر قدره 1.16 ضعفا، وهو جاذب، وفي المتوسط تبلغ قيمة السهم الجوهرية 27 ريال. وبعد دمج جميع مكررات سهم الجوف الزراعية، ومقارنة ذلك بمعدلات النمو في المبيعات، في الأصول، وفي حقوق المساهمين، وما رشح لنا من معلومات عن التطورات المستقبلية والتوسع في أنشطة الشركة، يعتبر سهم الجوف دون قيمته العادلة عند 31 ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ من يهتم بأمر هذه الشركة وأسهمها.