بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس أعمال اجتماعهم التاسع والعشرين في العاصمة الكويت. ورأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وفد المملكة المشارك في الاجتماع. وبدأ الاجتماع الذي عقد في قصر بيان بكلمة لمعالي الفريق ركن الشيخ جابر الخالد الصباح وزير الداخلية بدولة الكويت رئيس الاجتماع رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية والوفود المشاركة في الاجتماع. وأشار معاليه إلى أن الاجتماع التاسع والعشرين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية يحفل بالعديد من الموضوعات المهمة لدول المجلس وخصوصا في الجانب الأمني الذي نأمل جميعاً أن نوفق لاتخاذ قرارات وتوصيات تحقق الأمن والرخاء وتعزز الجانب الأمني بين جميع دول المجلس. وأشاد بالجهود التي تبذلها دول المجلس والتعاون الأمني فيما بينها , داعيا دول المنطقة وشعوبها إلى مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة المخططات الإرهابية والجرائم المنظمة وتهريب المخدرات. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..معالي الفريق ركن الشيخ جابر الخالد الصباح وزير داخلية دولة الكويت رئيس الاجتماع .. أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون .. معالي الأمين العام .. أصحاب المعالي والسعادة .. أيها الأخوة الحضور .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن التقي بكم في هذا الاجتماع التاسع والعشرين لمجلسكم الموقر بدولة الكويت الشقيقة .. ويطيب لي بهذه المناسبة أن أرفع باسمي وباسمكم جميعا خالص الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لرعايته الكريمة لأعمال هذا المجلس .. والشكر موصول لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد .. كما نشكر ما نحظى به على الدوام من كرم ضيافة وحسن استقبال من أبناء الشعب الكويتي الشقيق .. ولأخي معالي الفريق ركن الشيخ جابر الخالد الصباح وزير داخلية دولة الكويت التقدير لما بذله من جهود وعناية في الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع لكي يحقق أهدافه المرجوة بإذن الله تعالى وتوفيقه .. كما نشكر معالي الأمين العام على حسن الإعداد والتحضير للاجتماع. أيها الأخوة .. إن أمننا الخليجي قد شهد في السنوات الأخيرة تحديات مختلفة في دلالاتها متعددة في مصدرها .. تحديات قد يصعب مواجهة مخاطرها بجهد منفرد .. أو بجهد مشترك محدود القدرة والتأثير .. وهي تحديات أوجدت واقعا استوجب فهمه فهما جيدا والتعامل معه بحكمة واقتدار. ولا شك أيها الأخوة .. أن في مقدمة هذه التحديات هو كيف نحافظ على ما تحقق لدولنا بفضل الله وتوفيقه من أمن واستقرار وتطور وازدهار يضرب به المثل في مقارنة بما هو حاصل هنا وهناك من أوضاع متردية لبعض الدول التي فقدت أبسط مقومات الأمن والاستقرار. الاختراق الفكري أدى لظاهرة الخروج عن صف المسلمين ويجب مواجهته بحزم وحسم أيها الأخوة .. لقد كانت قضية الاختراق الفكري لبعض أبناء مجتمعاتنا من أبرز المخاطر التي واجهتنا وتواجهنا على الدوام اختراق قاد وللأسف الشديد إلى بروز ظاهرة غريبة على أبناء أوطاننا وهي ظاهرة الضلال والخروج عن صف المسلمين مما أدى في نهاية الأمر إلى ممارسة البعض لأعمال الإرهاب .. الإرهاب الذي سعى القائمون به والداعمون له إلى تقويض أمن مجتمعاتنا وأمن دولنا واستقرارها .. إن الفئة الضالة أيها الأخوة فئة أخذت بكل أسف من الإسلام غطاء لأعمال لا تقرها العقيدة .. فئة خارجة عن صف المسلمين الملتزمين بعقيدتهم الصحيحة .. هم أناس أغواهم الشيطان فاستهدفوا الأمن والاستقرار .. واستحلوا دماء الخلق بدون حق .. وما كان لهم أن يفعلوا ما فعلوا لو كانت العقيدة الإسلامية الحقة منهجهم .. هؤلاء الغاوون سعوا في الأرض فسادا حتى وصلت شرورهم إلى المملكة أرض الحرمين الشريفين التي تتخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجا في كل مناحي الحياة .. فعليهم من الله ما يستحقون كما قال جل وعلا (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )), وكلنا ندرك أهمية قوة التعاون وتوحد المواقف لمواجهة كل ما يمكن أن يعكر صفو أمن واستقرار دولنا بحزم وعزم وحسم . سمو النائب الثاني يترأس وفد المملكة لاجتماع وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون (و.ا.س) أيها الأخوة .. إن دولنا الخليجية تشكل ولله الحمد امتدادا متكاملا دينيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا لتكون هذه العوامل المشتركة من أهم ركائزنا الأساسية في كل انطلاقة واعدة نحو مستقبل مشرق وغد أفضل لدولنا وشعوبنا .. تنعم في ظله بنعمة الأمن والاستقرار مما يستوجب منا أن نعمل على استمرار تطوير قدراتنا الأمنية وتعزيز جهودنا التنسيقية وخططنا الإستراتيجية التكاملية وأن نعمل كذلك على دراسة التحديات المحيطة بأمننا الخليجي دراسة موضوعية متأنية والتعامل معها بطريقة احترافية يصاحبها دقة في التنفيذ وأمانة في المتابعة والتقويم وصولا إلى تحقيق توجيهات قادتنا وتطلعات شعوبنا تجاه المحافظة على إنجازاتنا التنموية ومكتسباتنا الحضارية وجاهزيتنا الأمنية في كل الظروف والأحوال ونحمد الله أن ذلك هو ما نعمل عليه جميعا وأن ما يمس أمن دولة من دولنا هو في حقيقته يمسنا جميعا وبهذه المناسبة فإننا نشيد بكفاءة الأجهزة الأمنية البحرينية في كشف وتفكيك المخطط الإرهابي الذي استهدف أمن واستقرار الشعب البحريني الشقيق ونؤكد وقوفنا وتضامننا مع الأخوة في البحرين ودعمهم بما نملك من إمكانيات وخبرات في مجال مكافحة هذه الآفة الخطيرة. وختاما أيها الأخوة .. أسأل الله العلي القدير أن يبارك اجتماعكم وأن يجعل التوفيق والسداد حليف جهودكم وأن يكلل مساعيكم بالنجاح لتسهم بإذنه تعالى في تحقيق حياة أكثر أمنا وتقدما واستقراراً لمواطني دولنا والمقيمين بها والوافدين إليها، إنه ولي ذلك والقادر عليه وبه نستعين وعليه نتوكل فهو حسبنا ونعم الوكيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إثر ذلك ألقى معالي الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين كلمة قدم فيها شكره وتقديره لدول مجلس التعاون على وقوفها مع مملكة البحرين ورفضها واستنكارها للمخطط الإرهابي الذي استهدف وحدة البحرين. ثم ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية. وبين معاليه أن الاجتماع سيناقش العديد من الموضوعات المهمة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المجلس. وأشاد العطية بيقظة الأجهزة الأمنية في المملكة في ضبط مروجي ومهربي المخدرات ، وكذلك يقظة الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات في ضبط الطرد البريدي الذي يحتوي على مواد متفجرة. كما هنأ معاليه المملكة ودولة الكويت ببدء تنقل مواطني البلدين الشقيقين بالبطاقة الشخصية. حضر الاجتماع الوفد الرسمي المرافق لسمو النائب الثاني الذي يضم كلاً من معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، ومعالي المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبدالرحمن بن علي الربيعان، ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداود، ومدير عام حرس الحدود اللواء ركن زميم بن جويبر السواط، ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف الدكتور عبدالله بن فخري الأنصاري، ومدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج ، والعميد سعيد القحطاني من إدارة التعاون الدولي في المباحث العامة. كما حضر الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز.