يبدو ان الامور داخل نادي الاتحاد ستسير من سيئ لأسوأ طالما ان القائمين على شؤون البيت الاتحادي يرون ان النتائج السيئة التي يحققها فريق كرة القدم وخسارته لست نقاط في ثلاث مباريات والاداء المتواضع للفريق امر عادي وان الجو العام داخل النادي لا تشوبه شائبة او مؤثرات ساهمت في هذا التردي في الاداء. ولعل المتابع للفريق الاتحادي يرى ان بداية الهزة الفنية للفريق كانت في مباراة الرائد التي فاز فيها بصعوبة ثم جاءت مباراة التعاون والفوز الذي تحقق بشق الانفس، ليكشف عن وجود خلل ساهم في تلك الهزة حتى بدا مسلسل التعادلات في لقاء الوحدة ومن ثم الفتح واخيرا القادسية، وفي كل تلك اللقاءات كان الفريق الاقرب للخسارة لأنه الأسوأ فنيا مقارنة بمنافسيه. ومع كل ذلك، يرى الاتحاديون ان تلك المستويات السيئة امر طبيعي على الرغم من ان فريقهم ينافس على تحقيق لقب بطولة الدوري ونزيفه للنقاط بتلك السهولة يصعِّب كثيرا من موقفه، خصوصا وقت الحسم، خلاف أن مسلسل النزيف النقطي حصل امام فرق يتفوق عليها الاتحاد فنيا وعناصريا وبالتالي سيزداد موقفه صعوبة عندما يواجه الفرق القوية كالهلال والشباب والنصر والاتفاق. ولعل الغريب في الامر هو غياب الصوت الاداري داخل النادي فحتى الآن لم يقدم المهندس ابراهيم علوان اي بادرة تؤكد حرصه على معالجة الخلل الحاصل في فريقه وكأن الامر لا يعنيه وهو رئيس مجلس الادارة، ثم يأتي صوت المشرف محمد الباز الذي تنتظر الجماهير الاتحادية تدخله لعلاج الخلل المبطن في داخل معسكر الفريق والذي نؤكد هنا بأنه السبب الحقيقي في تدهور مستواه وتحديدا في المباريات الخمس الاخيرة. ويجب ان تتفهم الادارة الاتحادية ان العلاقة بين المدرب واللاعبين على غير مايرام، وأن شخصية المدرب كما شبهها لاعبو الفريق بشخصية المعلم الصارم الذي لا يستغني اطلاقا عن العصا ولا يجيد فن التعامل إلا بها، وبالتالي فان مانويل جوزيه لم يعرف ان تلك الشخصية الصارمة فشلت فشلا ذريعا عندما حاول البوسني وحيد خليلوفتش تطبيقها مع لاعبي الفريق الاتحادي فكان مصيره الرحيل المبكر ولعل الغريب في الامر ان حمد الصنيع هو من كان يدير دفة الشؤون الإدارية وقتها وبالتالي الاحرى به ان يبلغ مانويل جوزيه بذلك. وعلى الرغم من حاجتنا في احيان كثيرة الى شخصية مانويل جوزيه في ملاعبنا، الا ان المبالغة في فرض تلك الشخصية لن يجدي مع شخصية اللاعب العربي، فاكثر ما يغضب لاعبي الاتحاد هو الاساءات المتكررة من قبل المدرب، وقيامه اكثر من مرة بشتم اللاعب المخطئ، وهذا مالم يعجب بقية اللاعبين، فما بال اللاعب المعني بالشتم. ولعل الاخبار التي تواترت من قبل في معسكر البرتغال بقيام المدرب بوصف احد اللاعبين بالغبي، اكدت الايام صحتها، وهذا يعني ان الادارة الاتحادية او الجهاز الاداري لفريق الكرة لم يتحرك لمعالجة الخلل. وبدأت اصوات الجماهير الاتحادية تطالب الادارة الاتحادية بالتحرك لاصلاح الخلل او اتخاذ قرار عاجل وفوري بالغاء عقد المدرب، وإذا صحت الأخبار التي تؤكد بان الادارة برئاسة علوان تم كف يدها عن الفريق، فرحيلها سيكون الحل الانسب لحفظ ماء الوجه امام الجماهير، وقد يكون ذلك اولى خطوات التصحيح.