كان لإطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أصداء واسعة في أوساط وسائل الإعلام العربية والعالمية لأهمية هذه المبادرة وفحواها، وهي بمثابة طوق نجاة لقادة الأحزاب في العراق ليتفقوا على تشكيل حكومة عراقية لينقذوا بلدهم من التمزق والضياع وهي دعوة صادقة تجلت فيها الأبوة الحانية والحس القومي والقيم النبيلة لإعلاء صوت العقل على العاطفة من رجل صادق وحكيم للم الصف العربي، حيث مضى اكثر من سبعة اشهر على انتهاء الانتخابات العراقية ولم يستطع قادة الأحزاب المتناحرة على الاتفاق لتشكيل حكومة وطنية تحمي البلد من الضياع والتمترس بخندق الطائفية والمذهبية التي فتكت بجسد وحدة العراق الذي أصبح مستنقعاً للقتل والتشريد والتهجير ، منذ أن احتل من قبل القوات الأجنبية حتى يومنا هذا ، حيث أصبح هذا البلد يتآكل ويتناحر أهله لعدم اتفاقهم والتفافهم حول قيادة وطنية موحدة تمثل كل الطوائف والأحزاب ومكونات الشعب العراقي، وبعد إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته الرئيس العراقي وجميع الأحزاب والفعاليات السياسية للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج، للاتفاق حول قيادة موحدة لبلدهم ، توجهت (الرياض) لعدد من السياسيين العراقيين المقيمين بالإمارات لتقييم أهمية وأبعاد هذة المبادرة الكريمة وتأثيرها الإيجابي على وحدة صف العراق. في البداية تقدم الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية رضا الرضا بشكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على النداء الذي اطلقه ورحبت به كافة الكتل الوطنية العراقية. وأضاف الرضا في تصريح خاص ل (الرياض) بأن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية على يقين بأن هذا النداء الذي مصدره قائد عربي مسلم لا يستكين قط امام المعضلات مهما كانت شدتها على ابناء امته العربية والاسلامية ستعلو به أصوات المآذن وتدق أجراس الكنائس لتبشر ابناء العراق باقتراب ساعة خلاصهم مما هم فيه من آلام وخراب ودمار، ويعطي الخير والحب والسلام الذي اطلقه صاحب الفؤاد الطاهر المليء بمشاعر المحبة والإخلاص للعراق ولأبناء أمته العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الذي عزز مكانته في قلوب الخيرين من ابناء الرافدين بندائه هذا والذي جاء لوضع الحلول لكافة المعضلات التي تواجه تشكيل الحكومة المقبلة، والوقوف مع العراق ليتمكن العراقييون من إعادة بناء وطنهم. الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية: مبادرة الملك عبد الله ساعة خلاص العراقيين من محنتهم المأزومة وأشار الأمين العام للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية أن النداء الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين جاء كي يرتقي القادة الوطنيون إلى المستوى المطلوب للخلاص، والإسراع بإعادة بنائه، وإن كانوا مخلصين حقا وجادين ومحبين للعراق ولشعب العراق عليهم أن يحترموا النداء ويرتقوا بمستوى أهميته ويستجيبوا لنداء العقل والحكمة والأخوة الصادقة الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين، ويجلسوا تحت خيمة العروبة والإسلام، ليضعوا الحل النهائي لمشاكل عراقهم، واضعين مصلحة العراق والعراقيين فوق كل اعتبار حزبي أو عرقي أو طائفي. وخلص الى القول «المبادرة ستجد تجاوبا عاجلا من كل القوى الوطنية الصالحة والشعب العراقي وبارك الله في جهود خادم الحرمين الشريفين ومساعيه الخيرة ودعواتنا ان تتكلل جهوده العربية والإسلامية المباركة بالنجاح». وقال د. ظافر العاني عضو البرلمان العراقي والسياسي النشط في القائمة العراقية «إن هذه المبادرة الكريمة من رجل كريم وشجاع وواضح وصريح، وعلى الأحزاب العراقية ان تستثمر هذه الفرصة الأخيرة لانقاذ البلاد من النفق المظلم الذي هم فيه من احتلال بلادهم وحتى التعرج، والمماطلة بعدم تشكيل حكومة وطنية تمثل كافة أطياف الشعب العراقي». د.ظافر العاني وأضاف بالقول «تعودنا من الملك عبد الله أن يكون دائما ً المبادر والمدرك للقضايا العربية ولم شتات الصف العربي في أي بلد، فما بالك بالعراق العربي المسلم والجار والشقيق للمملكة، حيث تربط البلدين علاقات أخوية واجتماعية وهو امتداد للعمق العربي في المملكة ومنطقة الخليج العربي، وأنا ادعو كافة الاحزاب الى الاستجابة لهذه المبادرة الكريمة وعلى المتناحرين السياسيين ان يستغلوا هذه الفرصة الاخيرة التي هي بمثابة طوق نجاة لانقاذ بلدهم من هذا المأزق، وأتمنى من الأحزاب التي تريثت او ترددت بعدم الاستجابة ان تحكّم العقل وان تدرك اهمية وخصوصية هذه المبادرة الهامة».من جانبه صرح ل «الرياض» الدكتور الإعلامي العراقي فارس الخطاب بقوله « بات من المؤكد للجميع صدق ما تؤكده القوى الوطنية العراقية ودول الجوار العربي للعراق من دور ايران كطرف مركزي مؤثر في مجريات الأمور لهذا البلد العربي ، كما أكدت وثائق البنتاغون التي نشرها موقع ويكليكس مؤخرا أن إيران لها الدور الأكبر في رسم المشهد السياسي في العراق ، ومما يزيد الأمر سوءا كما أشارت الوثائق أن الولاياتالمتحدةالأمريكية على علم بالدور الإيراني في تدريب المليشيات التابعة للأحزاب المشاركة في السلطة وأن الجيش الأمريكي على علم بالإمدادات التي تقدّمها إيران للسياسيين العراقيين الموالين لها وكل عمليات إيران الخاصة بالاغتيالات والتهجير والتفجير في مدن العراق المختلفة». واضاف «ومع تأخر الاتفاق العراقي على تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد وترسخ الأمن فيه بما يؤمن مصالح وأمن دول الجوار بات الموقف يحتاج إلى تدخل عربي مباشر لإعانة المشتركين في العملية السياسية في العراق على تجاوز مشاكلهم وتقريب وجهات النظر فيما بينهم ، ولأن البيت العربي في حقيقة الأمر يعاني الكثير من المشاكل والترهلات والضعف فقد انبرت المملكة العربية السعودية بصفتها الدولة الأكبر في امكاناتها الاقليمية والدولية سياسيا واقتصاديا في محاولة جديدة لملء الفراغ الاقليمي في الداخل العراقي والتعرض للمشاكل العراقية ومحاولة تجاوزها بأعلى سلطات المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي دعا لاستضافة مباحثات لإيجاد مخرج للمأزق السياسي العراقي تشارك فيها كافة الأحزاب السياسية في العراق في الرياض». ويقول الدكتور صباح ناهي وهو سياسي وإعلامي عراقي «هذا النداء هو الفرصة الأخيرة للقادة العراقيين ، وعليهم أن يلتفوا حول هذة المبادرة الصادقة التي أتت من رجل عروبي صادق يحب العرب والمسلمين والحريص على مصالحهم ومستقبلهم، وهذه المبادرة عبارة عن فرصة أخيرة وقارب نجاة لإنقاذ العراقيين من محنتهم وينجو من شبح الحرب الأهلية المرشحة بقوة بالعراق». وأضاف «نتمنى من القادة العراقييين ان يثمنوا هذة اللفتة الكريمة والمبادرة المهمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه». اما علي حسون وهو دبلوماسي سابق فيقول «أعتقد هذة المبادرة هي آخر فرصة تمنح للقادة العراقيين لطي الماضي وينقذوا بلدهم من هاوية المأساة التي سوف تحل بهذا البلد المبتلى بساسته الذين أعماهم الطمع الجشع ، حيث ان العراق الآن يمر في مأزق حقيقي فهل يعقل ان البلد يستمر بدون حكومة منذ أكثر من سبعة شهور بين عروض ومشاورات وتوزيع مناصب وكأن هذا البلد اصبح للغنائم فقط . إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي مبادرة من رجل عاقل ومخلص وحكيم يريد انقاذ هذا البلد العربي المسلم من هذه المصيبة التي حلت به بعد غزوه من الأجنبي، وبعد ان فقد الشعب العراقي ثقته بهذة الحكومات المتعاقبة على حكم الكراسي بدون ان تكترث بمصير هذا الشعب ومستقبله».