تواصلت فعاليات الدورة 29 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2010 بإقامة مجموعة من الجلسات الثقافية والأدبية التي استضافت عددا من الكتاب والشعراء والنقاد والإعلاميين، وقد تنوعت العناوين التي تم تناولها في إطار ما يسمى "المقهى الثقافي". يذكر أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قد افتتح فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بحضور أصحاب السمو الشيوخ وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في الامارات وبعض الشخصيات الثقافية ووسائل الاعلام العربية والخليجية والعالمية. ويشارك في المعرض 789 دار نشر عربية وأجنبية، حيث تمثل دور النشر المحلية 117 والعربية 387 فيما تمثل الدور الأجنبية 285 داراً من 53 دولة عربية وأجنبية، أما في ما يتعلق بعناوين الكتب المتوافرة في المعرض فتبلغ أكثر من 200.000 عنوان. وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو ركيزة مهمة من ركائز مشروع الشارقة الثقافي، مشيراً إلى أن المشروع ليس تنظيراً للثقافة وإنما هو تفعيل وتطوير لهذه الثقافة. وأشار حاكم الشارقة إلى أن مشروع الشارقة الثقافي يتجه نحو المؤسسات الثقافية التي تعتني بالشعراء والكتاب وأهل المسرح كل في داره ويعينهم على تحديات الزمن لهم والتزامهم بمجال الثقافة. وتحدث عن عزوف الأمة العربية عن الاهتمام بالثقافة، حيث قال إنه زار قبل بضع سنوات المتحف الأهلي في لندن، وشاهد أمم الأرض جميعاً إلا العرب. وأضاف أن مشروع الشارقة الثقافي جاء لتحفيز المثقفين للإنتاج الفكري في مجال المسرح والشعر والكتابة، وهو مشروع ممتد ومتواصل كي يحوز الصبغة العالمية، فنحن نقوم بتقديم أيام الشارقة الثقافية في دول الأرض شرقيها وغربيها حتى نقول للآخرين نحن هنا، "وخلال زيارتي لليابان مؤخراً اكتشفت أننا إذا أردنا التواصل مع الآخر فلا بد أن يكون هناك نوع من الانسجام الثقافي المتبادل بيننا". وقال حاكم الشارقة: "خلال معرض فرانكفورت عاينت الكثير من السلبيات، فبادرت إلى نشر 87 عنواناً (كتاب) باللغة الألمانية بعد أن نقحها مجموعة من المفكرين الألمان الذين يجيدون اللغة العربية ووجهونا للأخطاء، لأنه إذا كان هناك حرف معوج تداعى له كل الحروف، وهذا يستدعي من مشروع الشارقة الدخول إلى مشروع أكبر وأشمل وهو مشروع الترجمة". وأضاف: "اليوم نكمل 29 عاماً من العمل الدؤوب في معرض الكتاب الذي يتوازى مع تظاهرات ومهرجانات أخرى مثل أيام الشارقة المسرحية، وبينالي الشارقة، وأيام الشارقة التراثية وغيرها من المهرجانات". وكشف أنه سيقدم كشف حساب في العام المقبل بالتوافق مع الذكرى الثلاثين لانطلاق المعرض، وذلك من خلال كتاب يضم هذه التجربة الصافية البعيدة عن كل أغراض شخصية أو إقليمية أو أغراض انتمائية لأي جهة من الجهات، كل هذا في كتاب بعنوان "كشف الحساب في تنوير الألباب". من جانبه، قال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إن إشراقة متجددة هي التي تطل علينا اليوم في حضرة الكتاب، الذي اتخذ له من الشارقة مطلعاً تشرق معه المعرفة بضيائها الوضّاح، وهي التي عوّدتنا وعلى مدى 29 عاماً على الإيفاء بمواعيدها مع أهل القراءة والمطالعة. وبعد الانتهاء من مراسم حفل الافتتاح، قام حاكم الشارقة بجولة داخل أروقة المعرض، حيث اطلع على إصدارات ومطبوعات جديدة قدمتها أجنحة المعرض، كما زار جناح هيئة المسرح العربي ووجه سموه بزيادة إصداراتها لتشمل كل المؤلفين العرب. كما زار حاكم الشارقة الأجنحة العربية المشاركة في المعرض ومن بينها الجناح السعودي وأشاد بالإصدارات التي شملها الجناح وأثنى على المشاركة الدائمة للمؤسسات السعودية من القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وتتضمن فعاليات المعرض التي تستمر حتى السادس من نوفمبر 2010 (ملتقى فكرياً "يشارك فيه أكثر من 200 شخصية عربية وأجنبية" من المثقفين والمفكرين العرب)، برنامجاً ثقافياً مكثفاً للأطفال ذا طابع فكري وترفيهي، إضافة إلى برنامج مهني وسلسلة معارض أبرزها: معرض أكثر الكتب مبيعاً، هذا وتنظم في أثناء المعرض مؤتمرات للاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، وملتقى لناشري كتب الأطفال، اللذان يتخذان من الشارقة مقراً لهما، كما يعقد اتحاد الناشرين العرب ومديرو بعض المعارض العربية والأجنبية سلسلة لقاءات مع مسؤولي دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.