الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو عضو مجلس الشورى سابقاً والكاتب الصحفي د. هاشم عبده هاشم * بين الألف والياء كنوز من الفنون فأيهم يستهويك غير الإعلام؟ - فن السياسة.. فهو يحولك إلى (حاوي) في وقت من الأوقات.. وإلى (منجم) في وقت آخر.. وإلى (غبي) في أحيان أخرى.. * في أمريكا المتطورة علمياً وثقافياً تعتمد الرياضة بأنواعها بشكل رئيسي على الجامعات بينما يعاني الرياضي الجامعي لدينا من شبح الحرمان والفصل لو حدث أن غاب عن بعض المحاضرات لمشاركته في بطولة ما.. ترى أين يكمن الفرق؟ وما هي الطريقة الأصح بيننا وبينهم؟ - ذلك هو الفارق بين فهم المجتمع الأمريكي لدور المؤسسات الأكاديمية وبين فهمنا لوظيفة الجامعة لدينا.. والفرق الذي نسأل عنه هو في سيطرة الفكر الوظيفي على عقولنا.. بعيداً عن الإبداع.. وعن النظر إلى الإنسان (كثروة) وإلى المستقبل كغاية نسعى للوصول إليها بشتى الطرق والوسائل ومنها كمال الأجسام.. وسلامة العقول. لا فرق بين الرياضة والسياسة وأنا من مؤيدي الرياضة النسائية * وهل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - نعم هي ثقافة وأي ثقافة.. وهي لذلك ليست بعيدة عن (السياسة) أيضاً.. فهي تعتمد (الخطط) و(التكتيكات) وتتطلب الكثير من (المهارات) الاكروباتية.. ويكفي أن إحدى نظرياتها الأساسية تقول لنا (دافع لتهاجم).. ومن هذا المنطلق فإن العلاقة بين الثقافة والرياضة تنطلق من المتعة التي أحصل عليها من الرياضة.. شأنها في ذلك شأن السياسة.. * لماذا يطلق البعض مسمى الجلد المنفوخ على كرة القدم استخفافاً بها ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة للمنتخب؟ - لا يعرف هؤلاء قيمة الرياضة كثقافة.. ولا ما معنى أن يكون لكل بلد منتخب يجسد هويته .. فإذا نحن سلخنا (المنتخب) و (هجوناه) ولم نساهم في تصحيح مساره.. فإننا نجلد ذواتنا بدل أن نعالج أخطاءها.. ونوقف انتكاساتها.. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ ولماذا؟ - لا تحسرني على عمري .. قبل أكثر من (40) عاماً .. أما لماذا.. فإن عليك أن تنظر إلى الحال.. وأن لا تسمح لدمعتك بأن تغادر مآقيك.. وآهاتك بأن (تصرخ) ونستجير.. (!) * شكل من الإعلاميين والكتاب منتخباً ربما يواجه منتخب البرازيل في نهائي كأس العالم يوما ما؟ - لو حدث هذا .. لوقعت الفضيحة عند مقابلة البحرين.. وليست البرازيل.. * ما هي رياضتك المفضلة؟ - كرة القدم * بطاقة صفراء لمن ترفعها؟ - لكل جميلة لا تحترم جمالها ولا تصونه.. * وأخرى حمراء في وجه من تشهرها؟ - لكل (الخونة) المزروعين على ظهر هذا الكوكب.. * ومتى يمنح الإعلامي البطاقة صفراء ؟ - عندما يتعامل مع الرسالة الإعلامية كوظيفة.. * والبطاقة الحمراء؟ - عندما يتكسب الإعلامي من وراء اشرف مهنة.. * ومتى يستحق الميدالية الذهبية؟ - عندما يفرض الإعلامي احترامه على أعدائه قبل أحبائه.. * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ - مسافة خيالية.. تتعبنا كثيراً ونحن لا نتوقف عن الحلم كبشر.. (!!) * من تدعو من مشاهير الرياضة لمائدتك؟ - كل الرموز من الأحياء.. والأموات.. وفي مقدمتهم الأمير فيصل بن فهد رحمه الله.. * لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ 15- يتوزعون بين (هلاليين / وأهلاويين / واتحاديين ) وأمري لله.. * "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية شهيرة لا تمتلك جسداً سليماً!! باختصار نريد منك ككاتب عبارة بديلة لجيل المستقبل؟ - العقل السليم في الأيمان بأهدافك وفي سعيك لتحقيقها.. * يقولون أن حرية الكتابة في المجال الرياضي أكبر منها في الشؤون الأخرى.. إلى أي مدى تقنعك هذه المقولة؟ - هناك فارق كبير بين الحرية والفوضى.. * بين مؤيدي الرياضة النسائية ورافضيها أين تقف؟ – كل التأييد * أن قيض لك اقتحام المجال الرياضي، ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ - لماذا تتمنى لي هذا المصير؟! * ما موقع الرياضة في حياتك اليومية؟ - متعة ومتابعة .. وتوتر أعصاب الرياضة منتج وطني لا يمكن تطويره إلا بمزيد من الإخلاص والإبداع * لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العالم.. هل ستحضر أو تجير التذكرة لشخص آخر.. ومن هو؟ - أنت تعيدني إلى مسابقة لكأس العالم التي جرت في ألمانيا قبل حوالي (40) عاماً وكنت قد حضرتها.. ولذلك فإنني لن أتردد في منح بطاقتي هذه لكل لاعب سعودي يتوق إلى أن يرى الكرة كما هي وليس كما نمارسها.. * «لكي نتلمس عناصر التشويق في الدوري السعودي لا بد لنا أن نزحزح الدوري السعودي عن الأطر التي تعودنا على النظر إليه من خلالها».. هل توافقني على تلك المقولة؟ وما هي من وجهة نظرك الأطر التي ساهمت في إيقاف تطور الكرة السعودية؟ - ما لم نتعامل مع الرياضة كمنتج وطني لا يمكن تطويره إلا بمزيد من الإخلاص والإبداع فإن الوضع لن يتغير.. والحديث عن الدوري في هذه الحالة.. يصبح مسألة نسبية.. وعابرة .. وغير ذات أهمية.. * أين اختبأ قلمك عن هموم الرياضة؟ - عندما يفيض الكيل.. فإن الأمور تتساوى ولا يصبح هناك ما يستحق الاهتمام.. أو التناول إلا في النادر.. وهذا ما يحدث لي.. أسرتي توزعت بين الهلال والأهلي والاتحاد * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - ذهبت إلى بعثة لأمريكا فور حصولي على المعيدية ودرجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز وحين اكتشفت بأنني فاشل في تجربة الاغتراب.. كان ذلك بمثابة حالة تسلل .. دفعتني إلى تغيير مساري للقاهرة.. لأحصل على الدكتوراه.