عثر على جثث جديدة أمس في الجزر التي ضربها مد بحري (تسونامي) قوي الاثنين ادى الى مقتل اكثر من 300 شخص وزوال قرى كاملة لصيادي السمك. وبعد يومين من الكارثة، بدأت المساعدات وفرق الاغاثة تصل الى المناطق الاكثر تضررا في ارخبيل جزر مينتاواي الصغيرة النائية في المحيط الهندي قبالة سومطرة. لكن الامل في العثور على ناجين من اصل 379 مفقودا يتضاءل بينما بلغ عدد القتلى 311 شخصا، حسبما افادت السلطات. وذكر مصور لوكالة فرانس برس ان سفينة تنقل مواد غذائية ومياه وادوية ابحرت صباح امس الى سيكاكاب في جزيرة باغاي الشمالية حيث يعرقل انهيار الطرق والاتصالات عمليات الانقاذ. وفي المرفأ تجري معالجة مئات السكان خصوصا بسبب الجروح التي نجمت عن اجتياح موجتين كبيرتين متتاليتين توغلتا حتى 600 متر داخل الاراضي. وتحدث الجميع عن هول كارثة التسونامي الذي وقع بعد عشر دقائق من الزلزال الذي بلغت شدته 7,7 درجات ليلا وبينما كانت الامطار تهطل وقالت شاندرا (20 عاما) "سمعنا دوي انفجار عندما وصلت الموجة الاولى". وقد نجت المرأة بفضل جذع شجرة جوز هند تمسكت بها، في حين قضى زوجها الذي عثر على جثته، وما زال رضيعها مفقودا. وفي قرية مونتاي بارو بارو التي لم يتبق من منازلها سوى اساساتها، يقول الناجون انهم لم يبلغوا مسبقا بشىء مع ان السلطات اطلقت انذارا بحدوث التسونامي بعد الهزة الارضية تماما. واقيم نظام متطور ومكلف للانذار على طول سواحل سومطرة بعد التسونامي الذي ضرب المنطقة في كانون الاول/ديسمبر 2004 وادى الى مقتل اكثر من 220 الف شخص في عدد من دول آسيا. لكن السلطات تعترف يان النظام غير متوفر في مينتاواي حيث لا تصل الكهرباء الى عدد كبير من القرى وانه لا يعمل بشكل كامل. وعلى بعد اكثر من الف كيلومتر، كرم السكان ضحايا البركان ميرابي الكارثة الطبيعية الاخرى التي ضربت اندونيسيا هذا الاسبوع. وقد دفن 32 شخصا معا بعدما تعذر التعرف على بعض الجثث التي احترقت وشوهت بالرماد الذي قذفه البركان. لكن نظمت مراسم خاصة بالرجل الذي كان يجسد ميرابي في نظر الاندونيسيين، "الجد ماريجان" الذي كان "الحارس الروحي" للجبل. وقد توفي عن 83 عاما بعدما رفض مغادرة منزله رغم خطر البركان. وكانت حصيلة الخسائر البشرية ستكون اكبر لو لم يتم اجلاء 19 الف شخص يعيشون على سفح البركان. وما زال ميرابي انشط بركان في اندونيسيا يقذف سحبا رمادية لكن نشاطه تراجع الى حد كبير منذ يومين. وقال سوبادريو احد علماء البراكين المكلف مراقبته ان "البركان هادىء نسبيا. سنقيم نشاطه في الايام المقبلة" قبل السماح او عدم السماح للسكان بالعودة الى بيوتهم.