سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الناقد يوسف وغليسي.. الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثالثة فرع «المؤلف الشاب»: من الخطأ أن يقول قائل إن نصيب حفناوي من الكتاب لا يتعدى اسمه والعنوان الحفناوي باعلي.. صمت تلفّه الاستفهامات
لم يحظ قرار جائزة الشيخ زايد للكتاب سحب لقب جائزتها فرع الآداب من الناقد الجزائري حفناوي باعلي، التي منحت له عن كتابه « مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن « بالدورة الرابعة للجائزة العام 2009-2010، لم يحظ باهتمام الأوساط الثقافية التي التزمت الصمت وفضل الكثير من فاعليها الأساسيين التريث قليلا إلى حين يخرج حفناوي باعلي بما يبعد عنه التهمة أو يفسّر، لمن أعابوا عليه تجاوز حدود الاستشهاد والاقتباس، كيف وقع فيما أسماه بيان مؤسسة الجائزة « الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً «. ويقف وراء الصمت الذي يلتزمه المثقفون والكتاب والأدباء والنقاد الجزائريون الذين تعّج سيرهم الذاتية ومساراتهم الأكاديمية والعلمية بالعديد من الجوائز الأدبية والنقدية الصادرة عن كبريات الجوائز الأدبية ليس العربية وحسب، بل الجوائز الأدبية والثقافية الغربية التي تمنحها كبريات العواصم الأوروبية نذكر منهم واسيني الأعرج وياسمينة خضرا ويوسف وغليسي وعبدالمالك مرتاض وعبدالرحمن الحاج صالح، احترامهم الكبير للباحث والأستاذ الجامعي والناقد حفناوي باعلي الذي تعرفه مخابر البحث الجامعية الجزائرية ويشهد له مساره المهني تمرسه الأكاديمي بجامعات الشرق الجزائري بالأخص جامعة عنابة ( 500 كلم شرق العاصمة )، حيث يدّرس منذ سنوات ويشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه فضلا عن نشاطه الإعلامي كمتخصص في النقد الأدبي بدورية « العنّاب « وإسهاماته الأدبية والنقدية التي أثرت المكتبة الجزائرية عامة والجامعية بشكل خاص. ومثل المثقفون والكتّاب لم تعر الصحف المحلية على كثرتها، بالأخص كبريات الصحف الجزائرية، اهتماما للموضوع واكتفت بعضها، بالأخص تلك الصادرة باللغة العربية، بنقل خبر سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من الجزائري حفناوي باعلي دون تعقيب أو تعليق، فيما تجاهلت بالمقابل الصحف الصادرة باللغة الفرنسية الخبر مكرسّة كعادتها حالة القطيعة الموجودة بين هذه الصحف وكل ما تعلق بالمشهد الثقافي أو الأدبي العربي. ويرفض الحفناوي باعلي الحديث إلى الإعلام، وما يزال يلتزم هو الآخر الصمت، نائيا بنفسه عن ساحات الجدال المفتوحة إعلاميا على مصراعيها في مثل هذه الحالات، حيث غالبا ما تتحول هذه المساحات إلى حلبات لتصفية الحسابات والنعرات، ربما هي طريقته في استنكار التعاطي الإعلامي مع مسائل بمثل هذه الحساسية، أو استهجان منه لأسلوب لا يراه مناسبا أو لا يليق بمجال أصحابه يحسبون على مؤسسات إنتاج النخب المفكرة، أسلوب قد يراه هو وغيره فضائحيا أكثر منه تقويما علميا أو منهجيا لعمل ما، خاصة وأن الرجل صاحب جوائز كثيرة آخرها جائزة مصطفى كاتب للدراسات المسرحية في دورتها الأولى للعام 2010 افتكّها من مجموع 63 عملا مشاركا من الجزائر وسوريا ولبنان والكويت وتونس ومصر وجائزة القدس في البحث العلمي والآداب ( مارس آذار 2010 ) التي أطلقتها الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية. ولم تهتم الصحافة الجزائرية بالشكل المطلوب بتداعيات ما بعد الإعلان الرسمي عن سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من الناقد الجزائري حفناوي باعلي عن كتابه « مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن « الصادر عن الدار العربية للعلوم ومنشورات الاختلاف العام 2007، حيث علّقت صحف صادرة باللغة العربية ممن تناولت الخبر أمس الأربعاء على الموضوع بشكل مقتضب فيما اكتفت أخرى بنشر بيان الأمانة العامة للجائزة دون تعقيب. وعادت من جهتها يومية «الفجر» لتذّكر برّد كتابي سابق بعث به الناقد الجزائري حفناوي باعلي إلى قسمها الثقافي حين برزت أولى ما اعتبر آنذاك إشاعات حول اقتباسه من كتب نقدية دون الإشارة إليها وقالت الصحيفة استنادا إلى خطاب الحفناوي أن الأخير اعتبر الأمر « تحاملا عليه « مؤكدا على أن قضية الاقتباسات التي وردت في كتابه الموسوم ب «مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن» اطلع عليها الناقد السعودي عبدالله الغذامي، وأن الأخير على هامش توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب، في دورتها الرابعة بدبي مطلع 2010، أشاد بالإضافات القيّمة التي أضافها باعلي في بحثه النقدي، وأن اللقاء الذي جمع الغذامي بالحفناوي حضره الشاعر والناقد الكبير عزالدين المناصرة، فضلا عن الإشادة التي حظي بها الكتاب من قبل أعضاء اللجنة التي أشرفت على اختيار الأعمال المتوجة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2010 وكان الغذامي أحد أعضائها. واعتبر الدكتور يوسف وغليسي، الحائز العام 2009 على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثالثة فرع «المؤلف الشاب «عن كتابه» إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد» أن التعقيب على قرار مؤسسة جائزة الشيخ للكتاب هو طعن في قرارات واحدة من أكبر الجوائز الثقافية العربية، وفي قرارات هيئتها العلمية التي عوّدت القارئ العربي بصدقتيها ونزاهتها العلمية، لافتا في اتصال مع «الرياض» أنه سبق وأن علّق على الموضوع قبل أن يصدر البيان الرسمي للجائزة بالأخص ما اتصل بعلاقة الناقد السعودي عبدالله الغذامي بالكتاب موضحا أن الأخير أجاز الكتاب وهو أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للجائزة. وعاود وغليسي التأكيد على أن المشكلة الوحيدة في كتاب حفناوي باعلي الذي قرأه وقرأ الكثير من مؤلفاته ومراجعه هي أن الأخير « يأخذ فكرة من كتاب ويوثقها ثم يأخذ فقرات أخرى من الكتاب نفسه ويسهو عن توثيقها أو يتصرف لغتها (وقد ظنها صارت ملكية عامة)، أو يفعل ذلك وفي ذهنه إن القارئ النخبوي (الذي قرأ المرجع المحال عليه سابقا) صار في غنى عن التوثيقات الدقيقة، لذلك يكتفي بتقديم ملخصات دون توثيق، ربما كي لا يثقل كتابه بالإحالات «. ولفت وغليسي الانتباه إلى أن الحفناوي فعل ذلك مع كتاب الغذامي ومع « دليل الناقد الأدبي « و « النظرية الأدبية المعاصرة»و» الخطاب « أين « يعثر القارئ على فقرات مقتبسة من تلك الكتب في مواضيع محدودة دون تهميش « موضحا أنه يختلق مع الحفناوي في مثل هذه الطريقة، لكنه في الوقت ذاته « يختلف تماما مع الذين يعممون خطأً « بالأخص وأن بيان الجائزة أقّر أن كتاب الحفناوي فيه «طرافة وغزارة المادة النقدية « قبل أن يختم بالقول « من التفاهة القول « إن نصيب حفناوي من الكتاب لا يتعدى اسمه والعنوان «