صدر حديثاً للدكتور عبدالعزيز بن محمد الدخيل كتاب «عبدالله بن حمود الطريقي.. من أجل التاريخ والأجيال». الكتاب يحاول أن يقارب على عجالة حياة أول وزير للبترول في المملكة العربية السعودية، وأن يكون مدخلاً تعريفياً لهذه الشخصية الوطنية، وأبرز إنجازاتها على الصعيد المحلي والقومي.. الطريقي المولود في الزلفي سنة 1918م، والمتخصص في الجيولوجيا والكيمياء، ثم على هندسة الجيولوجيا البترولية من جامعة تكساس الأمريكية، وعين عام 1949م مديراً لمكتب مراقبة شؤون البترول في المنطقة الشرقية، ثم عين عام 1954م مديراً عاماً لإدارة شؤون الزيت والمعادن. د. عبدالعزيز الدخيل ركز الدكتور الدخيل على أبرز إنجازات الطريقي، متمثل في المساهمة في نشأة اتحاد منتجي الزيت، والذي أسس عام 1960م على شكل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).. سرد الدخيل بعض تفاصيل تلك المرحلة، والصراع الدائر بين الدول المنتجة للنفط، وبين اتحاد الشركات البترولية، حيث كانت قناعة الطريقي رحمه الله بأن المواجهة مستحيلة مع هذه الشركات بصورة منفردة، متأملاً التجربة الإيرانية المتمثلة بتأميم الرئيس مصدق للبترول، وما أعقبها من مقاطعة الشركات الغربية لإيران مما أدخلها في نفق الكساد. لذا كانت رؤية الطريقي للمسألة تؤكد على جانبين، حق الدولة في ثرواتها الطبيعية، وأن تحقق سيادتها الكاملة على خيراتها، مع السماح للشركات الأجنبية بالحصول على هامش معقول للربح، يجذب الرأسمال الأجنبي للدول النامية، مع التأكيد على أن مواجهة شركات النفط لا تتم إلا عن طريق اتحاد المنجين، فكانت (أوبك). كتب الدكتور عبدالعزيز الدخيل «عرفت الأخ والصديق عبدالله الطريقي في الجزء الأخير من حياته وهذا الكتيب الصغير لا يكفي لاستيعاب التاريخ الكبير لعبدالله بن حمود الطريقي، إن هي إلا خطوة متواضعة لتوثيق تاريخ هذا المواطن والمسؤول الذي أثبت في هذا الزمن الرديء أن للمواطنة الحقه أهلها، وللأمانة والأخلاق العليا سدنتها، لا تثنيهم عن مبادئهم قوة قاهرة، ولا يصدهم عنها إغراء مقتدر». الدكتور عبدالعزيز بن محمد الدخيل، حائز على الدكتوراه في الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 1974م من جامعة إنديانا الأمريكية، وكانت رسالته بعنوان (تحديد السعر الأمثل لبترول الشرق الأوسط)، وتدرج في العمل الحكومي حتى أصبح وكيلاً لوزارة المالية لشؤون المالية والحسابات حتى استقالته عام 1979م، وقد مارس العمل الأكاديمي وله العديد من البحوث والمقالات في مجالات متعددة. صدر الكتاب عن دار الفارابي، الطبعة الأولى 2010م، ويقع في 63 صفحة من القطع المتوسط.