ذكرت صحيفة «شوسان ألبو» الكورية الجنوبية امس أن قمراً صناعياً أميركياً رصد إشارات تظهر أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية في مقاطعة هاميغونغ شمال البلاد، المكان الذي أجرت فيه تجربتين نوويتين سابقتين في تشرين الاول/أكتوبر 2006 وأيار/مايو 2009. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي كوري جنوبي قوله إنه تم رصد «حركة نشطة للسيارات والناس» في مدينة بونغكي-ري مؤخراً، من ضمنها إشارات تهدف لإصلاح نفق انهار بعد التجربتين الأوليتين. غير أن المصدر استبعد أن يجري الشمال تجربة نووية في المستقبل القريب، بما أن التحركات التي تم رصدها توضح أن عملية الإعداد ستستغرق نحو 3 أشهر. وقال مصدر أمني كوري جنوبي إن الشمال سيستمر في صنع الأسلحة النووية من أجل تعزيز القاعدة التي سيستند إليها كيم جونغ أون، الخليفة المرتقب للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل ودعم عقيدتها القائمة على «الجيش أولاً» لتصبح «أمة قوية ومزدهرة» في عام 2012، الذكرى المئوية لولادة الزعيم الراحل كيم إيل سونغ. وقال ديفيد أولبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي في محاضرة في واشنطن إنه يحتمل أن يكون الشمال قد طور رؤوساً نووية صغيرة تستخدم في الصواريخ البالستية. غير أن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية قوله « في الوقت الحالي، لم نلحظ أي تحركات من شأنها أن تجعلنا نعتقد بأن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية «. وأشار مصدر حكومي آخر إلى أنه منذ التجربة النووية الأخيرة للشمال في أيار/مايو 2009، ظلت هناك تحركات مستمرة من الناس والسيارات حول بونغكي-ري في شمال بلدة كيلزو. إلا أن المصدر قال انه من الصعب اعتبار ذلك علامات بأن تجربة نووية وشيكة ستجرى. وقال المصدر « بالنسبة لكوريا الشمالية ، فإن بونغكي-ري هو احد المواقع الإستراتجية وهناك مساحة للنشاطات والصناعة «، مضيفاً « تراقب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن كثب هذه المنطقة ومواقع نووية أخرى في الشمال». على ذات الصعيد ذكر مسئول امس أن كوريا الشمالية جددت اقتراحها لاجراء حوار غير حكومي مع كوريا الجنوبية حول سبل الوفاء بالاتفاق التاريخي لقمة عام 2000 في إشارة تصالحية أخرى من جانب بيونغيانغ طبقا لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء. وكانت الكوريتان قد توصلتا إلى اتفاق تاريخي عام 2000 بعد قمة تصافح فيها الزعيمان الكوري الشمالي والجنوبي في لحظة تاريخية ترمز إلى بدء عهد جديد من المصالحة والتعاون في شبه الجزيرة الكورية حيث تبادل الزعيمان الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل المصالحة والتوحيد في المستقبل. واختتمت القمة بإعلان 15 يونيو المشترك الذي يعد بمثابة نقطة تحول تاريخية تمثل التزام الجانبين بالتخلي عن العداء وعدم الثقة بالإضافة إلى بناء علاقة تقوم على التعاون بينهما. وفي رسالة أرسلت عبر الفاكس أمس الاربعاء اقترح الجانب الكوري الشمالي من لجنة تنفيذ إعلان 15 يونيو على نظيره الكوري الجنوبي بأن يقوم الجانبان «بإجراء اتصال في الوقت المناسب» طبقا لمسئول بوزارة الوحدة الذي رفض الكشف عن هويته. وقال وزير الوحدة هيون إينتايك على هامش منتدى عقد في سول إنه سيبحث تفاصيل الاقتراح لاتخاذ قرار حول ما إذا كانت حكومته ستستمح بعقد هذا الاجتماع. ومازالت الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية بعد الحرب الكورية (19501953) التي انتهت بهدنة. ويجب أن يحصل المدنيون الكوريون الجنوبيون على موافقة حكومية للاتصال مع الكوريين الشماليين. وكانت كوريا الشمالية قد قدمت مقترحات مماثلة مرارا منذ أن تولى الرئيس لي ميونجباك المنصب في سول أوائل عام 2008 مع تعهد بمراجعة الاتفاقيات السابقة بين الكوريتين. لكن يأتي الاقتراح الاخير وسط مؤشرات بأن بيونجيانج تسعى لتخفيف حدة التوترات مع سول بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات بسبب غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية تشونان. وتلقي كوريا الجنوبية باللوم على جارتها الشمالية في حادث غرق السفينة الذي أسفر عن مقتل 46 بحارا مستشهدة بتحقيق شارك فيه فريق متعدد الجنسيات. وتنفي بيونجيانج تورطها في ذلك واصفة التحقيق بأنه «ملفق». ووسط تلك التوترات من المقرر أن تبدأ الكوريتان اجتماعات لم شمل الاسر المشتتة بسبب الحرب في كوريا الشمالية في وقت لاحق هذا الشهر للمرة الاولى منذ عام. واستأنف الجانبان العمل على الخط الساخن للطيران في وقت سابق من هذا الاسبوع بعد اقتراح من الشمال. وذكرت وزارة الوحدة أن مسئولي الصليب الاحمر من البلدين سيجرون جولة أخرى من المحادثات الاسبوع المقبل في الشمال لبحث الاستعدادات النهائية للم الشمل مضيفة أنها أرسلت إلى الشمال اليوم الخميس قائمة تضم ثلاثة مندوبين سيحضرون الاجتماع.