طالب قادة منظمات يهودية يشاركون في مؤتمر في (إسرائيل) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستجابة للمطلب الدولي بتمديد تجميد البناء الاستيطاني فيما انتقد وزير الحرب ايهود باراك إصرار نتنياهو على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وذكرت صحيفة "معاريف" أمس أن قادة منظمات يهودية أميركية بارزين مررواً في الأيام الأخيرة رسائل إلى نتنياهو وأوصوا فيها بتمديد تجميد البناء الاستيطاني والتوصل في أقرب وقت ممكن إلى تفاهم حول الموضوع مع الإدارة الأميركية. وأضافت الصحيفة أن مكتب نتنياهو نفى وجود رسائل كهذه لكن وفقا للمعلومات التي وصلت ل "معاريف" فإن معظم قادة المنظمات اليهودية الأميركية الذين التقاهم نتنياهو عبروا عن قلق عميق على مستقبل العلاقات بين (إسرائيل) والولايات المتحدة على خلفية رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي تمديد التجميد. ولفتت إلى أن قسما من قادة هذه المنظمات هم من مؤيدي نتنياهو ويعتبرون من مؤيدي معسكر اليمين الإسرائيلي إلا أنهم حذروا نتنياهو ومستشاريه من أنه يتوقع حدوث أزمة عميقة بين تل أبيب وواشنطن في أعقاب الانتخابات الوسطى للكونغرس التي ستجري في بداية الشعر المقبل وذلك في حال وصول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية إلى طريق مسدود. وأشارت إلى أن مقال نشره الصحافي الأميركي اليهودي توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس وهاجم فيه سياسة نتنياهو يعزز التقديرات التي وردت في توصيات قادة المنظمات اليهودية الأميركية أمام نتنياهو. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن الاقتراح الأميركي بمنح ضمانات ومكافآت سياسية وأمنية لإسرائيل مقابل موافقتها على تجميد الاستيطان لفترة محدودة لم تعد سارية المفعول وأنه يسود في الإدارة الأميركية غضب وشعور بالإهانة جراء رفض نتنياهو لهذه المقترحات. وتابعت أن نتنياهو قال خلال اجتماع في مكتب رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين وبحضور باراك ورئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريس ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني وآخرين إن "اليهود لا يعرفون كيفية إجراء مفاوضات وهم يريدون أن يكون كل شيء علنيا لكن عندما تكون الأمور علنية فإنها لا تنضج وتتفجر". وعقبت ليفني على ذلك بالقول إنه "ربما اليهود لا يعرفون إجراء مفاوضات لكن اليهوديات يعرفن" في إشارة إلى المفاوضات التي أجرتها مع الفلسطينيين خلال توليها منصب وزيرة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية السابقة. واضاف نتنياهو أن "الطريق الوحيدة هي إجراء اتصالات سرية بشكل كامل وإخراجها إلى النور فقط عندما تكون مسودة الاتفاق كاملة". يشار إلى أن قادة المنظمات اليهودية الأميركية يشاركون في مؤتمر ينظمه "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي" المنعقد في القدسالغربية هذه الأيام ويحضره العشرات من قادة المنظمات اليهودية في العالم. ووجه باراك في خطاب أمام المؤتمر أول من أمس انتقادات إلى نتنياهو بسبب إصراره على أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وأن يشكل هذا الطلب شرطا أساسيا لاستمرار المفاوضات.