أمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس قوات الأمن الفرنسية بفك الطوق من حول مستودعات تخزين البنزين لتجنب شل حركة النقل البري في البلاد بسبب مظاهرات الاحتجاج الحاشدة على المشروع الحكومي الرامي إلى سن قانون جديد حول نظام التقاعد. وأعلن ساركوزي هذا القرار خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي. وجاء القرار بعد أن طوق كثير من عمال مستودعات توزيع البنزين عددا منها مما تسبب في نقص في الوقود لدى المحطات التي تتولى توزيعه على ركاب السيارات لتطويق. كما اتخذ القرار غداة مظاهرات حاشدة جديدة شارك فيها قرابة ثلاثة ملايين شخص هي السادسة من نوعها منذ السابع من شهر سبتمبر الماضي احتجاجا على المشروع الحكومي الذي كان مجلس النواب قد أقره وينتظر أن يقره اليوم أو غدا مجلس الشيوخ. وبالرغم من عودة الحركة جزئيا إلى قطاع النقل بواسطة السكة الحديد ووسائل النقل العامة الأخرى بالأمس، فإن حركة الملاحة الجوية تضررت في مطارات فرنسية كثيرة بسبب الأزمة الاجتماعية التي تشهدها البلاد على خلفية موقفين متباينين: موقف الحكومة المتشدد والذي يريد أن يقر مشروع القانون أيا تكن الاحتجاجات وموقف ملايين الأشخاص الذين يرفضون المشروع الحكومي. وقد أفاد آخر استطلاع للرأي أن تسعة وخمسين بالمائة من الفرنسيين يرغبون في أن تستمر نقابات العمال والموظفين في توجيه دعوات للمحتجين على المشروع لينزلوا مجددا إلى الشوارع والتعبير عن غضبهم حتى في حال إقرار المشروع من قبل البرلمان الفرنسي. ومن المنتظر أن تحدد النقابات اليوم موقفها من مستقبل المواجهة بين الحكومة والمحتجين على المشروع الذي يطيل فترة العمل قبل الحصول على التقاعد بسنتين اثنتين. وينتظر أيضا أن يحدد التلاميذ والطلبة اليوم موقفهم من مستقبل حركة الاحتجاج. وهو أمر هام باعتبار أنهم وبخاصة التلاميذ منهم شاركوا في الأيام الأخيرة بشكل فاعل في حركة الاحتجاج على المشروع الحكومي.