تعتبر كتب المذكرات للساسة البريطانيين من أكثر الكتب انتشارا و مبيعا على الاطلاق. وخير دليل على ذلك المبيعات القياسية التي تجنيها المطابع جراء بيعها. لكن ما اختلف مؤخرا هو النبرة الحادة و التبرير الذاتي لأحداث شغلت حيزا مهما في الحياة السياسية البريطانية. كما أنها أضحت طريقة لالقاء اللائمة على أناس اخرين خوفا من الرأي العام البريطاني. وبرزت في الاونة الماضية وفي فترة قصيرة نسبيا ثلاث سير ذاتية لثلاثة سياسيين اعتبروا أصحاب القرار الأبرز والمتحكمين في القرار السياسي لأكثر من عقد من الزمن ، فيعد بلير وبراون وماندلسون الأضلع الثلاثة الذين اقتسموا كعكة القرار في الحكومة البريطانية, حيث كانت القرارت تتخذ باتفاق الثلاثة الكبار. الا أن اخفاقات وتداعيات سلبية أدت فيما بعد تفكك هذا التحالف ,ما جعل الساسة الثلاثة يؤرخون للفترة التي أمضاها كل واحد منهم من منظوره الشخصي. فكتاب بلير الأخير "رحلة" تمحور حول حياته السياسية بعد تقلده منصب رئيس الوزراء واحتوى الكتاب على انتقادات لاذعة لبروان حيث أسهب بلير في توجيه سيل من التهم الى براون واصفا اياه بأوصاف تصب في خانة الشتم. كما برر بلير حربه في العراق وسعيه للسلام في ايرلندا الشمالية. بينما تحوم التوقعات بأن يركز براون في كتابه الجديد على سياسته السليمة والدقيقة التي احتوت على قرارات سياسية واقتصادية مضى فيها قدما لانفراج الوضع الاقتصادي نسبيا بعد الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالعالم.