يتعرض في بعض الأحيان الفتية والفتيات وكذلك الأطفال إلى تحرش من قبل عمّال المتاجر، وخصوصاً إذا كان الفتى أو الفتاة قد ذهب إلى المتجر بمفرده، أو حتى إن كان المتجر أسفل المبنى الذي يسكنه الأطفال، فهو لا يسلم أيضاً من التحرش. وتطالعنا الصحف يومياً بخبر أو تقرير بالقبض على عامل في متجر بتهمة التحرش بطفل أو طفلة، وما يثير الخوف أن عدد حالات التحرش بالأطفال تضاعفت في الآونة الأخيرة، إلى أن أصبحت الكثير من الأسر تمنع أبناءها من الذهاب إلى المتاجر والمحلات لوحدهم، بل إن بعضها لا يوافق إلا إذا كان الطفل برفقة أحد الكبار من أفراد العائلة الأب أو الأخ الأكبر، لذلك هدفت "الرياض" من خلال هذا التحقيق إلى التعرف على حجم المشكلة ورصد أسبابها ونتائجها، مع ذكر بعض القصص التي حدثت في السابق، إلى جانب توعية الأسر بخطورة مثل هذه الحوادث على نفسية وسلوك الأطفال. تحرش وترحيل اشتكى أحد المواطنين ضد وافد من الجنسية الآسيوية حاول التحرش بطفلته البالغة من العمر تسع سنوات، حين دخلت إلى محل بيع المواد الغذائية القريبة من منزلهم بعد خروجها من المدرسة، وعلى إثر ذلك تم القبض على الوافد والتحقيق معه، فحاول الإنكار، لكن يقظة رجال الأمن أجبرته على الاعتراف فنال جزاءه ونم ترحيله إلى خارج البلاد. كما ألقت الشرطة أيضاً القبض على وافد آخر يعمل في صالون للحلاقة، عندما تحرش بحدث يبلغ من العمر 14 عاماً جاء الى الصالون، حيث بدأ الوافد في التحرش بالغلام بدلاً من أن يبدأ بمهمته، فقام الحدث بابلاغ الدورية المتواجدة في المنطقة حين ذلك تم القبض على العامل وايداعه السجن لينال جزاءه. عقاب مضاعف ومثله تحرش عامل البوفيه الواقعة تحت إحدى البنايات بصبي يبلغ من العمر 12 عاماً، وكرر ذلك مع غلام آخر، ليتحدث الصبي قائلاً: "حين علم أصدقائي في الحي، اجتمعوا وأوسعوه ضرباً حتى كاد يغمى عليه، وسلموه إلى الشرطة فنال عقاب مضاعفاً!". وعامل آخر في بقالة حاول الاعتداء على طفلة وشقيقها الذي رافقها للشراء، فأبلغا ذويهما وتم القبض على العامل والتحقيق معه فاعترف بذنبه ونال عقابه. دور الأسرة والمدرسة ويقول "منصور الدعجاني - أخصائي اجتماعي في المرحلة الثانوية -: إن للأسرة والمدرسة دورا فعالا للحد من التحرش أو الاعتداء على الأطفال والأحداث، ويجب على الوالدين تنبيه أبنائهم بعدم التوجه لأي مكان إلا بعد إبلاغهم، مع اختيار الوقت المناسب للخروج من المنزل، وخصوصاً اذا دعت الحاجة إلى الذهاب لمثل هذه الأماكن مثل محل بيع المواد الغذائية أو البوفيه أو صالون الحلاقة، مضيفاً أنه يجب على الأطفال إبلاغ ذويهم اذا تعرضوا لأي نوع من أنواع التحرش من أي شخص كان، مشدداً على أهمية دور المدرسة تجاه تثقيف الطلاب، بتزويد المكتبة بكتيبات ومنشورات توعوية وارشادية تدرب الطلبة على كيفية مقاومة ورفض أي محاولة للتحرش بهم، ناصحاً الحدث برفض الإغراءات التي تقدم لهم، مع توجيهه دينياً ومعنوياً وإرشاده وأخذ الحيطة والحذر، إلى جانب عدم التساهل في مثل هذه الأمور. أمراض نفسية وتوضح "نهال الخطيب" -الأخصائية النفسية- أن التحرش بالأطفال يسبب آلاماً كبيرة لهم، بل ويؤثر فيهم، حيث إن معظم حالات التحرّش الجنسي تنتهي بأمراض وعقد نفسية لدى الطفل، مضيفةً أن له أبعادا خطيرة على النمو النفسي الانفعالي والجنسي في مرحلة البلوغ، ويسبب عقداً نفسية وأمراضا بالغة الخطورة مستقبلاً، موضحةً أن معظم حالات التحرّش الجنسي تنتهي بأمراض وعقد نفسية لدى الطفل، في حين يلجأ ضحايا ممن وقع عليهم التحرّش إلى الانتحار، أو إيذاء النفس هرباً من واقعهم. قنوات الحوار وطالبت "نهال الخطيب" الآباء والأمهات بضرورة الاقتراب من أطفالهم واحتوائهم وفتح قنوات الحوار والمناقشة معهم، بتخصيص يوم في الأسبوع على الأقل تجتمع فيه العائلة، لطرح كل القضايا للنقاش، مشددةً على أهمية تثقيف الأطفال وتوعيتهم بأخطار التقرب إلى الغرباء، وإبلاغ الوالدين عن ذلك، وإن حدث يجب معالجة من يتعرضون للتحرش والاعتداء والوقوف معهم مباشرةً، حتى يخرجوا من حلقة الخوف والهلع والضعف الذي انتابهم من أثر ما تعرضوا له من ظلم وغيره.