تعد اليزابيث إداورد زوجة المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جون ادوارد من أكثر الشخصيات المحترمة التي تعرضت خلال نكسات متلاحقة بدأت برحيل ابنها بعمر الستة عشر ومن ثم إصابتها بسرطان الثدي وبعد ذلك خيانة زوجها وإنجابه من امرأة أخرى. في كتابها الأخير " التعافي" ، الذي حظي باهتمام واسع ، تحاول اليزابيث أن تستعرض كل هذه الأزمات الكبيرة وكيف استطاعت أن تتجاوزها لتصل إلى مرحلة التعافي ( أحد التعليقات على كتابها قالت انها لم تتجاوزها ولكنها تركت ثقبا داخل فؤادها لن يملأ). وكم عبرت اليزابيث أنها تريد أن تنقل تجربتها للآخرين بحيث تكون مفيدة لهم . الكتاب ، بحسب ما وصفته جريدة لوس أنجلوس تايمز ، يجعلك تفهم عميقا شخصيتها ولكنك ستقدر القوى التي يمكن اتخاذها للنجاة . استخراج القوى الداخلية العميقة لمواجهة أكثر الأزمات مأساوية مسألة مهمة جدا خصوصا لكل من يمر بقصص صعبة مثل قصص اليزابيث. عام 1996 مات ابنها ويد اثر تعرضه لحادث سيارة ، تحدثت المؤلفة باسهاب عن هذه الحادثة التي غيرت حياتها. وبعد ذلك جاء خبر اكتشافها إصابتها بمرض سرطان الثدي في ذات الوقت الذي كان تشارك فيه زوجها حملته الانتخابية مما دفعها بحسب ما تقول لإخفاء الخبر عنه. وتشرح بعد ذلك ظروف العلاج الصعبة والأشعة والمواعيد الأمر الذي قالت إنه أول شيء فكرت فيه عندما اكتشفت إصابتها بالمرض. ولكن الموضوع الأكثر إثارة الذي غطته وسائل الإعلام بكثافة هو خبر علاقة زوجها بامرأة أخرى هي ريلي هانتر التي أنجب منها طفلا . على الرغم من أهمية القضية إلا أن اليزابيث لم تعلق عليها كثيرا في الوقت الذي امتنعت عن ذكر اسم هنتر في أي فقرة . ويبدو أنها ترفض حتى في اللقاءات التلفزيونية والإذاعية أن تنطق باسمها في إشارة واضحة إلى رغبتها في التجاهل حيث تكتفي اليزابيث بقول ذلك " الشخص". فردا على سؤال إذاعي وجه لها عما قامت به بعد اكتشاف خيانة زوجها ، قالت :" هناك من قال ،انني ضربت زوجي أو الشخص الآخر. ولكن كل من يريد أن يعرف عليه أن يقرأ الكتاب". ولكن في الحقيقة هذا التجاهل لم يضر كثيرا بصورة هنتر التي استطاعت بذكائها أن تروض المذيعة أوبرا وينفري التي توبخ الرجال والنساء الخائنين ولكنها مع ذلك استسلمت لهانتر التي قالت صرحت بحبها لأدوادرز وأن حياته تعاني من أزمات مع زوجته اليزابيث قبل أن تعرفه. الزوج ادوارد هو أكثر الخاسرين حتى في هذا الكتاب حيث قال أحد الملاحظين ان اليزابيث تحدث بود وبالأسماء عن أشخاص متعددين ، ولكن عندما يأتي الدور على أداوردز فإنها تفضل أن تقول " أباك" أو " الأب" بحسب ما يفرضه السياق. وصفت مجلة النيوزويك هذا الكتاب الصغير بأنه سيبقيك طوال الليل يقظاَ ولكن كما تقول أحد التعليقات على الكتاب انه يشرح أننا عندما نمر بأزمات فإننا إما نختار أن نكون ضحايا أو متعافين. من الواضح ماذا اختارت هذه المرأة الشجاعة.