عندما تنهر متسولًا عند اشارة المرور ، وتُسقط عن وجهه قناع التمسكن والانكسار ، فأنت انسان تعلي من قيمة العمل والكسب الحلال ، وتساهم في استرجاع كرامة انسان بالامتناع عن العطاء المذل ، اما إن كنت ترى ان الساعين للبحث عن الرزق الحلال من ابناء الوطن هم مجموعة من المتسولين ، فأنت رجل اعمال سعودي بامتياز ، هذه الحقيقة لم تأت كمعطى عملي على تأخر او انعدام وجود الموظف السعودي في بعض مؤسسات القطاع الخاص ، بل جاءت لفظا وبحروف عربية ولهجة سعودية من رئيس مجلس الغرف التجارية الاستاذ صالح كامل حيث قال في الاجتماع الموسع الذي نظمه مجلس الغرف التجارية السعودية وبحضور معالي وزير العمل الذي وصف نفسه بالوزير المتدرب !! "من يعتقد ان سعوديته فقط تجلب له حقوقاً وترفع عنه واجبات فمن الافضل له ان يقبع في دار امه وابيه ، عقاباً له على سوء الفهم ولهما على سوء التربية " رجل الاعمال اراد من هذا التصريح ان يؤكد على اهمية التدريب قبل الحصول على العمل ، ونسي ان الوزير الذي يجلس الى جواره انه يتدرب على رأس العمل حسب قول الوزير الذي نشر في هذه الجريدة ، ماعلينا خل الكبار يتفاهموا مع بعضهم ، يعملوا بعد ذلك يتدربوا هذا شأنهم ولكن الاكيد انهم لم يقبعوا بدار أمهم ، مثل ما اراد رئيس غرف التجارة للعاطلين. نسأل رئيس الغرف التجارية ومعه بعض رجال الاعمال الذين لهم استثمارات بالخارج هل يستطيعون ان يطلقوا هذا الكلام في البلدان التي استثمروا بها ، وهل يستطيعون ان يوظفوا في شركاتهم هناك من غير جنسية ذلك البلد؟ إن كانوا لا يستطيعون الاستغناء عن الاجنبي في استثماراتهم بالخارج لاعتبارات وطنية خاصة في ذلك البلد ، فمن التربية ان يكونوا في بلدهم مطالبين بنفس الاعتبارات التي احترموها هناك ، ولا نريد اكثر من ذلك ، لا دعم مثل ماعملوا في الخارج من دعم المؤسسات الاجتماعية والرياضية ، وهل من الواجبات الوطنية إنشاء جامعة في الخارج وتعيين خريجيها في شركات المستثمر السعودي ومازاد على حاجة الشركات تم إقراضهم مبالغ مهولة والتسديد على الذمة وان طارت فالنبي يقبل الهدية ! هذا الدلال واللا بلاش . الاعتماد على الاجنبي ضرورة وليس ترفاً ، في جميع الوظائف العليا والدنيا ، هكذا قال رئيس غرف تجارتنا ، بالله عليكم في اكثر من هذا الاحباط ، واذا اعتمدت على سعوديتك فقط اذهب لبيت امك. سعادة الرئيس: خريج الجامعة الذي يعمل في مغسلة ، وخريج كلية التقنية الذي يعمل سائق ليموزين ، دفعهما الى ذلك الحاجة وحسن التربية ومعرفتهما بواجبات وطنهما ، ولم ينتظرا رجل اعمال ينشئ لهما جامعة ويعينهما بعد تخرجهما فيها في شركاته ، مصيبة والله مصيبة ان تكون قناعات رجال الاعمال لدينا بهذه الصورة عن العاطلين ، حقيقة عجز الكلام عن زيادة حرف واحد بعد هذا ، وهنا لابد ان أتوقف ، واطلق دعوة بصمت لا يسمعها إلا ضميري .