قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن مبادرة "الجوار العربى" ليست بدعة أو نمطا جديدا أو مستجدا في العلاقات الدولية أو الاقليمية وانما نمط وسياسة فاعلة يجري استخدامها واستثمارها في مختلف مناطق العالم تجنبا للعزلة، او تشكيلا لتكتلات تضيف الى قوة الدول ومنعتها وتعزيزا لما سمى في الماضى بالمجال الحيوي للدول. وأوضح موسى في مذكرة قدمها إلى القمة العربية الاستثنائية السبت في سرت أن الجامعة العربية تنبهت لهذه الظواهر العالمية مبكرا، فعملت خلال العقد الماضي على فتح قنوات الاتصال ومد جسور التعاون مع شتى الدول والمجموعات والمحافل الاقليمية، فأنشأت المنتدى العربي الصيني، والعربي الياباني، والعربي الهندي، والعربي الروسي، والعربي الامريكي، والجنوبي، وأيضا العربي التركي، إضافة الى مقترح الحوار العربي الاوروبي، والعمل على استئناف القمم العربية الافريقية. وذكر موسى في المذكرة أن الدول العربية لا يسعها أن تظل تقف موقف المتفرج أو أن تتبع سياسة رد الفعل ازاء ما تشهده من تطورات وانه آن الأوان لان تأخذ زمام المبادرة ومن ثم الانطلاق من تصور عربي لما نريد ان يكون عليه مستقبل المنطقة في العقدين القادمين على الأقل بما يحقق المصالح العربية في اطار من التفاهم الاقليمي. وأضاف أنه في ضوء حقيقة أن الشرق الأوسط يتعرض فعلا حاليا الى عملية اعادة رسم يأتي طرح سياسة عربية ازاء الجوار العربي واقتراح آليات في هذا الشأن ليشكل حركة نحو استعادة زمام المبادرة ووضعها في ايد عربية والعمل على استيعاب الاخرين فيها بدلا من ان يستوعب العرب في مبادرات غيرهم. واوضح موسى في مذكرته الى القمة ان مبادرة الجوار العربي تقوم على اساس ميثاق الجامعة العربية وميثاق الاممالمتحدة والقانون الدولي، واقترح ان يتم النص في وثيقة انشاء الرابطة، او المحفل، او المنتدى الاقليمي، وايا كان شكل الوثيقة على مبادئ محددة تعتبر من الاسس الرئيسية للعلاقات الدولية والاقليمية. واقترح في مذكرته ان يصدر عن القمة قرارا بالدعوة الى عقد مؤتمر تأسيسي على وزراء الخارجية تدعى اليه الدول التي تقرر دعوتها بتوافق اراء الدول اعضاء الجامعة. وتضمنت مقترحات موسى ان تعقد الدول الاعضاء في الرابطة "المحفل/ المنتدى" قمة سنوية على هامش القمة العربية.