سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية في المملكة يسير على الطريق الصحيح الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات بولاية كاليفورنيا الأمريكية مايكل لوكاتس ل " الرياض "
بين أكثر من 40 متحدثا يمثلون الخبرات العالميه في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية شاركوا في المؤتمر الوطني الثاني للتعاملات الإلكترونية الحكومية الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي بالرياض ، يبرز اسم السيد مايك لوكاتس الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات بولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية ذوالخبرة العملية والخلفية الأكاديمية في مجال تقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية من خلال تجربة غير مسبوقة بدأت قبل ربع قرن من الآن في ولاية كولورادو وحالياً في ولاية كاليفورنيا ، لنتعرف أكثر على التجربة الالكترونية الحكومية في الولايتين وأبرز المعوقات وكذلك مشاركته في جلسات المؤتمر الوطني الثاني للتعاملات الالكترونية كان لنا هذا اللقاء مع مايك لوكاتس : بدايةً .. هل لكم أن تحدثونا عن العامين الماضيين في ولاية كاليفورنيا واللذين شهدا تطوراً مختلفاً عن بقية أعوام العمل خلال فترة ولاية حاكم كاليفورنيا أرنولد شوارزنيجر؟ لا بد من توفر قدر أكبر من الشفافية في كل مراحل التحول الإلكتروني - في الواقع كان على الجميع في الولاية أن يستجيبوا لبعض التحديات التي عنت لهم خلال هذين العامين، فقد كان الميراث التقني للولاية يعاني من التشرذم ولم يكن هناك بد من إعادة تنظيم ما لدينا بحثاً عن نقطة بداية فالبنية التحتية كانت ضعيفة للغاية بداية من الشبكات والكوابل الموصلة للمعلومات أخذاً فى الاعتبار المساحة الشاسعة لولاية كاليفورنيا التي زادت الأمور تعقيداً وربما تتلاقى تجربة ولاية كاليفورنيا فى هذه النقطة مع تجربة المملكة العربية السعودية التي تعد دولة مترامية الأطراف فكانت البداية باستخدام البريد الإلكتروني كبديل فعال للاتصالات بين أطراف الولاية فضلاً عن استخدام آلية السحب الإلكترونية كآلية مستحدثة بمبادرة فريدة من القطاع الخاص فى الولاية. * لقد توليت سابقا منصب الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في ولاية كلورادو وأنت تعمل حاليا في منصب الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في ولايات كاليفورنيا ماهو وجه الاختلاف بين الولايتين في برامج تطبيق الحكومة الالكترونية؟ - في الحقيقة لايوجد اختلاف جوهري بين الولايتين إلا من حيث أن ولاية كاليفورنيا تتميز بكثافة سكانية عالية حيث يبلغ تعداد سكانها ثمانية وثلاثين مليون نسمة بين يبلغ عدد سكان كلورادو 5 ملايين نسمة. على المستوى الفيدرالي تتفق جميع الولايات في الاسس والاهداف حيث تقدم جميعها نفس الخدمات للمواطنين مثل خدمات التوظيف الكترونيا وغيرها من الخدمات والاختلاف بين الولايات يكون فقط في كيفية توصيل هذه الخدمات للمواطنين. * وماذا كانت نقطة البداية بالتحديد؟ الفجوة التقنية بين الأجيال أبرز المشاكل التي عانينا منها في الولاياتالمتحدةالأمريكية - كانت البداية من إيجاد نظرة تجارية لأعمال التعاملات الإلكترونية الحكومية لجذب القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال الواعد وإقناع الشركات بجدوى هذه الاستثمارات وهذا ما بدأ به حاكم الولاية السيد أرنولد شوارزنيجروفقاً لإيمانه العميق بأهمية تفعيل الاتصالات وتقنية المعلومات فى الولاية ككل قبل نهاية فترة ولايته الثانية التي تنتهي هذا العام. * ماهي أبرز مشاريع الحكومة الالكترونية في كاليفورنيا؟ - من ابرز المشاريع التي نحن بصددها هو تحديث مواقعنا الالكترونية في الولاية فنحن نريد من موقع الولاية ان يستجيب لمتطلبات مواطني الولاية ، نحن نريد أيضا أن يصل المواطنين في الولاية بسهولة الى الخدمات التي يتيحها الموقع ، وما أود قوله هنا هو أننا نتعاون مع المسؤولين في الولاية لاكتشاف أي فرص جديدة للتعاملات الالكترونية نستطيع من خلالها خدمة مواطني الولاية ، ومن الخدمات التي نريد توفيرها مثلا خدمات وصلات فيديو من خلال الانترنت تساعد المواطنين على معرفة وجود ازدحام على الطرق، وفي الحقيقة فإننا نرغب في استخدام البيانات والفيديو وأي شيء اخر نستطيع فعله لخدمة المواطنين في الولاية. * وكيف تنظرون إلى دور القطاع الحكومي في إحداث هذا التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية؟ - قبل أن أجيب على هذا السؤال عليّ أن أعرب عن تقديري وإعجابي الشديد بتجربة التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية التي يقودها برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسّر" فى المملكة وعن مدى تعاون الجهات الحكومية معه في ذلك، فما تقومون به هنا من عمل لهو محط إعجاب وتقدير الجميع وعلى المستوى الشخصي فإنني محظوظ لاطلاعي على مثل هذه التجربة الواعدة في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية ولا يفوتني أن أشيد بجهود المهندس علي بن صالح آل صمع المدير العام للبرنامج والذي اطلعت شخصياً على جهوده عن قرب. * ماذا عن مساهمة القطاع الخاص فى إحداث التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية فى تجربة ولاية كاليفورنيا؟ - أولاً.. إنني فخور بتمثيل الشركات الكبرى مثل سيسكو وأوراكل ودليجاتا وأيضا جوجل فى المعرض المصاحب للمؤتمر الوطني الثاني وهي كلها شركات مقرها الرئيس فى ولاية كاليفورنيا وتعمل أيضا فى وادي السليكون للتقنية وهي مرتبطة بعملية إحداث هذا التحول بداية من تأسيس ووضع البنية التحتية للتقنية والاتصالات ومروراً بباقي مراحل التطوير، ولقد ساعدنا ذلك كثيراً في تنفيذ وعودنا للمواطن بتقديم خدمات إلكترونية على مستوى أفضل بصورة أيسر فى الولاية، ولم يقتصر دور القطاع الخاص على المساهمة في تأسيس البنية التقنية وإنما امتد دوره إلى تنفيذ وتشغيل مشروعات التعاملات الإلكترونية الحكومية. * بالطبع يظل لكل تجربة خصوصيتها، ولكن السؤال عن جوهر تجربة ولاية كاليفورنيا فى التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية والذي يمكن أن تستفيد منه المملكة فى تجربتها الواعدة فى هذا المجال؟ - إن المتابع لتجارب التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية سواء من ولاية لأخرى أو من دولة لأخرى يلاحظ أن المشترك الرئيس بين ذلك كله يتمثل في اتخاذ السكان كأساس للانطلاق، ومن هنا ظهر التركيز على كل ما يهم المواطنين من إيجاد قواعد معلومات متماسكة تساعد على حل المشكلات إلكترونياً مثل مشكلة البطالة والإعانات الاجتماعية وكما تابعت عن كثب في ولاية كولورادو من قبل؛ فإن التركيز على الموارد البشرية للولاية كان هو المنطلق والهدف في نفس الوقت لإحداث هذا التحول المنشود من خلال العديد من القنوات الإلكترونية بداية من الإنترنت وصولاً إلى الاستخدام الواسع للخدمات الإلكترونية عبر الهاتف المحمول وهذا ما ركز عليه السيد شوارزنيجر حاكم الولاية في آخر مرة جمعتنا سوياً في مكتبه حيث أوصى باستخدام ال آي باد وال آي فون على نطاق واسع في مسألة تقديم الخدمات الإلكترونية على قناة واحدة كالإنترنت على سبيل المثال وكان هذا تفكيراً خارج صندوق التعاملات الحكومية على وجه العموم. وإنه ليحضرني في هذا السياق واحد من التحديات الأساسية التي واجهناها في الولاية والذي تمثل في أن كثيرا من المعلومات والبيانات الخاصة بالولاية ومواطنيها كانت مكتوبة بلغة حاسوبية قديمة مثل لغة الكوبول وكان والتحدي في كيفية التعامل والاستفادة من قواعد البيانات هذه ونقلها إلى صيغة أسهل فى التعامل معها للمساعدة فى الانطلاق إلى الخطوة المقبلة ، والشيء الآخر هو أن العاملين على هذه الأنظمة قد وصلوا إلى سن التقاعد لأن هذه الأنظمة عمرها الآن أكثر من 30 عاما ولذا فان التحدي الذي يواجهنا هو تدريب الموظفين الجدد على الأنظمة الحديثة . * ولكن تظل هناك عوامل مشتركة فى تجربة يمكن الاستفادة منها في تجارب أخرى وبيئة مغايرة، فما هي هذه العوامل من وجهة نظركم؟ - عندما تتحدث عن علاقة مباشرة بين المواطن والجهات الحكومية فأنت تتحدث عن عامل مشترك في كل تجربة من التجارب بغض النظر عن اختلاف البيئة المحيطة وتباين الإمكانات والقدرات وتظل في النهاية الأهداف واحدة في تقديم خدمات إلكترونية حكومية بصورة أيسر وأسهل، ولكن ما ميّز تجربة كاليفورنيا كان هو حرية انتقال ونقل المعلومات بين الجهات الحكومية المرتبطة بالولاية بعضها البعض وبينها وبين المواطن ذاته وهذا ما يمكن تطبيقه هنا في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال في إطار تقديم الخدمات الصحية داخل المملكة أخذاً في الاعتبار أن التجربة السعودية تحتاج مزيد من العمل على مسألة خصوصية وأمن المعلومات بصورة أكثر نضجاً كعامل أول. العامل الثاني يتمثل في التعليم والخدمات التعليمية لمختلف الفئات الدراسية حيث يمكن الاستفادة إلكترونياً من آليات التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية في المضي قدماً لتطوير التعليم ذاته، وباعتبار ما لديكم من أعلى معدلات الذكاء بين الأطفال وفقاً للتقديرات الدولية يمكن الاستفادة من هذا التحول واستثماره بما يحقق الفائدة للجميع.وأريد أن أصارحك بأنه لم تتح لي الفرصة الكاملة للتعرف على أبعاد التجربة السعودية الواعدة في مجال التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية والتي تحتاج إلى مزيد من الوقت للإلمام بها والإحاطة بجوانبها. ولكنني أوصي في الوقت نفسه بالعمل على سياسات الخصوصية المتعلقة بهذا التحول وسياسات أمن المعلومات كما أود أن أشير إلى المبادرة بعلاج مشكلة الفجوة التقنية بين الأجيال والتي عانينا منها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخيراً توفير قدر أكبر من الشفافية في كل مراحل التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية.