قالت مصادر اسرائيلية أمس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتياهو يحاول مقايضة تمديد "تجميد الاستيطان" بتاكيد الرئيس الاميركي باراك أوباما على الالتزامات التي قطعها سلفه جورج بوش لشارون وعلى راسها تأييد ضم الكتل الاستيطانية في اطار التسوية الدائمة. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصادر سياسية اسرائيلية مطلة على الاتصالات الجارية بين نتنياهو واوباما، ان الاول يحاول انتزاع تعهدات واضحة من الاميركيين لا تقبل التفسير على وجهين، والتي يمكن ان يعرضها على زملائه الوزراء عندما يأتي لاقناعهم بتمديد تجميد البناء في الضفة لشهرين اضافيين. وأوضحت "حتى الآن لم يتوصل نتنياهو الى صفقة مع البيت الأبيض، وعليه، فانه يمتنع عن البحث في المحافل الحكومية المختلفة في مطلب الجانب الفلسطيني مواصلة تجميد البناء. يذكر ان "التعهدات" المقصودة وردت في كتاب سلمه الرئيس السابق بوش لرئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ارئيل شارون في 14 نيسان 2004، قبل وقت قصير من "فك الارتباط" او الانسحاب الاحادي من داخل القطاع وثلاث مستعمرات شمال الضفة. وتعهد بوش في الكتاب أن تؤيد الولاياتالمتحدة الموقف الاسرائيلي والذي يقضي بان التغييرات الديمغرافية التي حلت في الضفة منذ عهد حرب حزيران 1967 ستؤخذ بالحسبان عند ترسيم الاطراف الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. وبتعبير آخر: يمكن لاسرائيل ان تضم الى اراضيها الكتل الاستيطانية، بما في ذلك غور الاردن، وتجمع "غوش عصيون"، وكتلة "ارئيل - كدوميم"، و"معاليه ادوميم"، و"كريات اربع" وكتلة "عوفرا - بيت ايل". وقال بوش في كتابه بان الولاياتالمتحدة "ترفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى نطاق دولة اسرائيل واوضح بان بوسعهم العودة فقط الى نطاق الدولة الفلسطينية، عندما تقام". ووفق "يديعوت" فان ادارة اوباما تنكرت لتعهدات بوش، ولا سيما في مسألة الكتل الاستيطانية. وتعتقد ادارة اوباما بانه في التسوية الدائمة يتعين على اسرائيل الانسحاب الى حدود 67 وتقبل الموقف الفلسطيني في أن ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل لن يتم الا مقابل اراض في النقب تسلم للفلسطينيين في اطار تبادل للاراضي" على حد زعمها.