وافق صاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير الشرقية على نقل رغبة اللجنة المنظمة للمؤتمر الطبي الدولي الأول للطب النفسي بعقد المؤتمر دوليا كل سنتين ومحليا سنويا قائلا " حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهدا في تلبية ما من شأنه تقدم الصحة والطب النفسي بالمملكة". جاء ذلك خلال افتتاح سموه للمؤتمر الدولي الأول للطب النفسي تحت عنوان (الصحة النفسية من منظور اجتماعي ) نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء أمس الأول بجامعة الدمام الذي يقام بفندق الميرديان الخبر. وعبر سموه عن سعادته بافتتاح المؤتمر الأول للجمعية السعودية للطب النفسي نيابة عن سمو النائب الثاني ناقلا للجميع تحيات سموه وتمنياته للمؤتمر بأن يحقق أهدافه المنشودة إن شاء الله. كما نقل للحضور تحيات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ، وقال: لقد اهتمت حكومة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالصحة النفسية كغيرها من التخصصات الصحية التي تهم المواطن والمقيم على حد سواء ولذلك صدرت التوجيهات السامية بالتوسع في خدمات الطب النفسي من بناء مستشفيات وزيادة عدد الأسرّة وعيادات الطب النفسي في القطاعين العام والخاص وتوفير كل وسائل العلاج والتشخيص. ونوه سموه باهتمام الحكومة الرشيدة بإحداث البرامج الأكاديمية والتدريبية لتخريج كوادر مؤهلة للعناية بالصحة النفسية عامة والطب النفسي خاصة وكذلك اهتمامها بالقوانين والنظم الخاصة بممارسة الطب النفسي مثل مشروع نظام الصحة النفسية واصدرت القرارات الرسمية ذات العلاقة بالصحة النفسية منها الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتنظيم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدات واللجنة الوطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم وتلك المتعلقة بحماية الأسرة والطفل ليعيشوا في بيئة نفسية صحية كما وضعت القوانين والعقوبات اللازمة للحد من الممارسات الخاطئة في علاج الأمراض النفسية بالطرق غير الشرعية والخطرة على الصحة العامة والصحة النفسية خاصة، كما لا ننسي ما قامت به الدولة من تنظيم للجمعيات العلمية والأهلية المتخصصة حيث أصدرت القوانين المنظمة لها. وأضاف سموه " إن من أصعب الأمور التي يعانيها الإنسان هي تلك المشاعر النفسية التي يتألم منها ولا يستطيع أن يشتكي منها وإنما تظهر على تصرفاته وسلوكه ، لذلك اهتمت وزارة الداخلية بالصحة النفسية منذ توحيد المملكة حيث كانت ترعى المرضى النفسيين وتحافظ على حمايتهم وتكليف طبيب بزيارتهم وعلاجهم حتى إنشاء وزارة الصحة عام 1371ه عندئذ انتقلت المهام بالكامل الى وزارة الصحة ، إلا أن وزارة الداخلية لم تتخلّ عن أداء دورها أمام هذه الفئة من المرضى خصوصا ، فقد ساندت وزارة الداخلية وزارة الصحة في إنشاء مستشفيات الأمل وذلك بالإشراف على أجنحة متعاطي المخدرات مع إبقاء العناية الطبية لوزارة الصحة ، كما وفرت كوادر وطنية مؤهلة للعناية بالمرضى النفسيين وذويهم من منسوبيها في مستشفيات وزارة الداخلية ". سموه يتلقى هدية من جامعة الدمام وعبر الأمير جلوي عن سعادته بما تحقق من تطور ملحوظ في هذا التخصص حيث أنشأت الأقسام العلمية والطبية في الجامعات السعودية والمستشفيات الجامعية كما تطور التعليم والتدريب في الصحة النفسية مشيرا الى اننا نرى نتاج ذلك في إنشاء الجمعية السعودية للطب النفسي بجامعة الدمام وإقامتها لمؤتمرها الدولي الأول على ايد سعودية وبكوادر سعودية ومما يثلج الصدر ان يتطور هذا التخصص على أيدي أبنائه المخلصين متمنيا لهم التوفيق والسداد. وفي ختام كلمته شكر سموه مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش ورئيس الجمعية السعودية للطب النفسي الدكتور مهدي ابو مديني والقائمين على الإعداد والتنظيم للمؤتمر متمنيا للمؤتمر النجاح .وفي ختام الحفل كرم سمو نائب أمير المنطقة الشرقية شركة ارامكو السعودية على دعمها للمؤتمر . ثم القى الدكتور مهدي أبو مديني كلمة بين فيها أن الجمعية السعودية للطب النفسي أنشئت قبل خمس سنوات يجتمعون في لقاءاتهم ومؤتمراتهم العلمية لمناقشة كل جديد في التشخيص والعلاج فيما يخص المرضى النفسيين وذويهم. ولفت ابو مديني الى ان المؤتمر سيناقش العديد من الأبحاث في الأمراض النفسية واضطرابات المخدرات وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة الى بعض القوانين واللوائح المتخصصة ذات العلاقة بالطب النفسي مثل قانون الصحة العقلية والعنف الأسري . بعد ذلك القى الدكتور الربيش كلمة أوضح فيها ان قيام الجامعة بتنظيم المؤتمر يأتي ترجمة لرسالتها المتمثلة في خدمة المجتمع وتحقيقا لأهدافها وأهداف الجمعية السعودية للصحة النفسية حيث ان الجامعة هي الحاضن والمؤسس لهذه الجمعية. وأشار الى أن الجامعة كان لها الشرف في تأسيس أول قسم طب نفسي في الجامعات السعودية وعلى مستوى الخليج العربي ، وقد أقر مجلس الجامعة مؤخرا عددا من البرامج في هذا المجال كبرنامج ماجستير علم النفس السريري وبرنامج ماجستير تمريض الصحة النفسية، بالإضافة الى زمالة الجامعة في مجال الصحة النفسية وهي من اوائل برامج الدراسات العليا في الطب النفسي بالمنطقة والذي تخرج منه اكثر من 40 طبيبا من حملة الدكتوراه والزمالة . يذكر أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام ويشارك فيه 500 مشارك ومشاركة يمثلون نخبة من الأطباء والمتخصصين في الطب النفسي من دول مجلس التعاون والوطن العربي وأمريكا وهولندا والسويد وايطاليا ، وتتضمن أعمال المؤتمر محاضرات وورش عمل وعرضاً لعدد من الأبحاث العلمية في مجال الطب النفسي والأبحاث الحائطية.