تواصلت امس الاثنين جلسات المؤتمر الدولي (نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم) الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتنظمه الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ففي الجلسة الثامنة والتي رأسها مفتي عام جمهورية موريتانيا سماحة الشيخ أحمد ولد لمرابط الشيخ محمد الشنقيطي، طالب في بدايتها الأستاذ الدكتور محمد زرمان في بحثه (صورة النبي صلى الله عليه وسلم في الفكر الأوربي بين الإجحاف والإنصاف) بإستراتيجية شاملة لتحسين صورة النبي تتضمن الاستفادة القصوى من البث الفضائي المباشر وأوصى أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الدمام الدكتور عبدالله رفاعي محمد أحمد وحمل بحثه عنوان (الوحي القرآني «دراسة تقويمية لأقوال المستشرق الألماني كارل بروكلمَنْ») بضرورة رصد كل ما يكتب عن القرآن الكريم في الغرب بمختلف اللغات الأجنبية، مع الرد عليها ونشرها نشراً إلكترونيا وفي الجلسة التاسعة التي رأسها المستشار في الديوان الملكي معالي الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان ، فقد بدأت الجلسة ببحث الدكتور مصطفى محمد حلمي سليمان بعنوان (رؤية علماء غربيين منصفين للإسلام ونبيه) طالب فيه الجميع بالذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما توافر لدينا من وسائل، ودفع الاتهامات الباطلة الموجهة إليه التي زادت عن حد الاحتمال، مع الإصرار على استمرارها وانتقالها من بلد إلي آخر في تناسق وترتيب بين وسائل الإعلام الغربية التي يقف وراءها دهاة المستشرقين والمبشرين. ثم ألقى الدكتور محمد عبدالواحد العسري بحثاً بعنوان (أصول الصورة المشوهة لمحمد صلى الله عليه وسلم في الغرب الأوروبي ومكوناتها: قراءة في تاريخ الاستشراق الإسباني ونماذجه وامتداداته) في الجلسة العاشرة التي رأسها معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، بدأت ببحث الدكتور عبدالحكيم فرحات بعنوان (نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في الاستشراق الفرنسي المعاصر جاكلين شابي: أنموذجاً) جاء بعد ذلك بحث الدكتور فهد بن سليمان الفهيد بعنوان (قراءة نقدية لما كتبه المستشرق السويدي كريستر هيدين حول الطريقة التي يستعملها المسلمون لتقديم الإسلام للأوروبيين وتعريفهم بدينهم) ثم قدم الأستاذ محمود عبدالعزيز راضي بحث (أدباء أوروبا والإسلام وتداخل المصالح الشخصية مع المهمة المقدَّسة: دراسة تقويمية لآراء الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير حول الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم أنموذجاً) ونوه في ختام بحثه إلى عدد من التوصيات التي أثبتُها في البحث والتي خرجتُ بها بعد تناول هذا الموضوع: العمل على إنشاء قنوات فضائية إعلامية موجّهة في ظل هذه الثورة المعرفية والمعلوماتية لمخاطبة الرجل الغربي بكلِّ اللغات عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم . وأكد الدكتور صالح بن حامد الرفاعي في بحثه (لمحات من جهود الصحابة ومواقفهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم) الذي قدمه في الجلسة الحادية عشرة التي رأسها صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود أن حفظ الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم وحمايته من أعدائه من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وأن الإيمان بأن الله الذي حفظ نبيه صلى الله عليه وسلم وعصمه من أعدائه في حياته بعده شدد الدكتور نادر السنوسي العمراني على ضرورة الحرص على القيام بواجب الدفاع على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سنته، والصبر، وتحمل الصعاب في سبيل الدفاع عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يكون دفاعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعاً محكماً مُمنهَجاً، مع الحرص على نشر الوعي الحديثي بين أفراد المجتمع المسلم، وكذلك الحرص على الابتكار في طريقة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، مواكبين في ذلك مستجدات العصر، مع استكتاب أقلام علماء المسلمين، بإقامة مثل هذا المؤتمر، لبيان سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفضائله. أما رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها الدكتور عبد العزيز بن محمد السعيد فجاء بحثه بعنوان (السنة في دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب) أكد فيه أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة سنية سلفية؛ لأنها قامت على أصول أهل السنة والجماعة، واتبعت منهاجهم حذو القذة بالقذة، في الأصول والفروع، والتأصيل والتطبيق، ومسائل الإجماع والاجتهاد، كما أبرز البحث تميز هذه الدعوة على كثير من الدعوات، بجمعها بين التنظير والتطبيق العملي، وكل ذلك على منهاج النبوة؛ فإنك لا تكاد تقف على مسألة يذكرونها إلا وهي مقرونة بدليلها.