هدفت الباحثة السعودية د.فاطمة بنت علي الدوسري في دراستها إلى التعرف على العلاقة بين الوحدة النفسية وكل من المساندة الاجتماعية والغضب لدى عينة من مدمني الحشيش بالمملكة العربية السعودية، وقد اشتملت الدراسة على 240 مدمناً على الحشيش من ( الذكور والإناث) بمستشفيات الأمل في كل من الرياض، والدمام، وجدة ، ممن تتراوح أعمارهم مابين( 20-40) عاماً، و240 من غير المدمنين ،كما استخدمت الدراسة مقاييس الوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية والغضب وجميعها من إعداد الباحثة. كما قامت الباحثة بالتباحث مع بعض مدمني الحشيش (ذكورا وإناثا) بمستشفى الأمل بالرياض بهدف معرفة العوامل التي أوقعتهم في شراك المخدرات، وقد اتضح من ذلك أن الفترة الزمنية للإدمان تفاوتت من ثلاث إلى خمس سنوات لدى بعضهم، والبعض إلى سبعة عشر عامًا؛ بالإضافة الى أهم العوامل التي أوقعتهم في براثن المخدرات: البطالة، الرغبة السريعة في الثراء من بيع الحبوب،والعمالة الوافدة وتمركزهم في الأحياء السكنية القديمة البعيدة عن الرقابة، العزلة عن العائلة بسبب الخلافات الأسرية،والسفر للخارج،كذلك التدليل الزائد دون مراقبة،والسماح للأبناء بالمبيت خارج المنزل مع أصدقائهم دون أن يكون لدى الآباء أي معرفة بمستوى أخلاقياتهم، ومن ضمن العوامل التي وجدتها الباحثة رغبة الزوج في التعاطي داخل المنزل وإرغام الزوجة على مشاركته، وإدخال الزوج المخدرات داخل المنزل جعل الزوجة تتعاطى معه بدافع حب الاستطلاع، وإشباع حاجته داخل المنزل وعدم اللجوء إلى أماكن أخرى. وقد حددت الدارسة أهمية الدراسة لقلة الدراسات العربية بصفة عامة، والدراسات في البيئة السعودية بصفة خاصة،بالإضافة الا انها تناولت عينة الدراسة بعض المدمنات على الحشيش، مما لم تتعرض له كثير من الدراسات السابقة في البيئة العربية بصفة عامة والبيئة السعودية بصفة خاصة. وقد ذكرت العوامل المؤدية إلى الإدمان منها العوامل البيولوجية والعوامل النفسية،والعوامل الاجتماعية،وعوامل مرتبطة بالعمل. وترى الباحثة أن العوامل الأربعة التي تم استخراجها من التحليل العاملي تكاد تتفق مع معظم الأطر النظرية والتي أوضحت أن المساندة قد تكون انفعالية ومعرفية ومادية، ولكن في الدراسة الحالية أسفر التحليل العاملي عن عامل لم يظهر في بعض الدراسات السابقة وهو المساندة الروحية. في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالية فقد أوصت الباحثة التي نالت على اثر هذه الدراسة درجة الدكتوراه في الفلسفة بعدة توصيات منها:الاهتمام بمراكز التأهيل الخاصة بالمدمنين بحيث يكون بها المتخصصون النفسيون والاجتماعيون،كذلك إعداد البرامج الإرشادية للحد من الشعور بالوحدة النفسية والغضب لدى المدمنين من الجنسين بالمملكة،بالإضافة إلى عمل برامج إعلامية تربوية متخصصة توضح للوالدين أثر الصداقة على شخصية أبنائهم، والعمل على مساعدة أبنائهم في اختيار الأصدقاء مما يساعدهم على القيام بتفاعلات اجتماعية متنوعة تنمي لديهم المسئولية الاجتماعية . وقدمت اقتراحات للدراسة منها القيام بدراسة مماثلة للدراسة الحالية على مدمني (الهروين، الأمفيتامين)،الغضب وعلاقته بالمشكلات النفسية لدى المدمنين،ظاهرة العود إلى الإدمان "دراسة نفسية اجتماعية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية".