ذكرت صحيفة "اسرائيل اليوم" العبرية أمس الجمعة ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه ايهود باراك ينافشون منذ ايام اقتراح "حل وسط" لموضوع الاستيطان على اساس استمرار البناء الاستيطاني بشكل مدروس لا يدفع الفلسطينيين الى الخروج من المفاوضات. وحسب الاقتراح، ستقر اسرائيل بناء 1.200 وحدة استيطانية فقط في السنة التي تجرى فيها المفاوضات. مع الاشارة الى ان الوحدات التي بنيت عمليا اثناء اشهر التجميد العشرة، وعددها نحو 950 وحدة هي أقل من تلك التي صادق عليها رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت في أثناء ولايته الاخيرة، حين ادار مفاوضات مباشرة مع ابو مازن بينما بنيت نحو 1.500 وحدة سكن في المستوطنات. كما يقضي الاقتراح بأن تعلن إسرائيل عدم اعتزامها اقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وعدم مصادرة ارض فلسطينية بهدف البناء، إلى جانب تقديم بادرات "حسن نوايا" للسلطة الفلسطينية تشمل إزالة حواجز عسكرية. ونقلت "اسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو عن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع زعمه: "ان الفلسطينيين يفهمون بانه لا يمكن استئناف التجميد ولكنهم غير مستعدين للاعتراف بحقيقة أن البناء كان مكبوح الجماح"، وفي مثل هذا الوضع فانه لا يزعج" واضاف "على مدى 43 سنة ونحن نبني، ووصلنا فقط الى الاستيلاء على 2% من الارض، بحيث أنه واضح ان البناء لا يغير صورة الوضع قبيل التسوية الدائمة. نحن نحاول الوصول الى تفاهم مع الاميركيين وبالتشاور مع الفلسطينيين". وحسب هذا المصدر الرفيع، في هذه المرحلة ليس واضحا بعد اذا كانت الاطراف ستنجح في الوصول الى اتفاق حل وسط يسمح باستمرار المحادثات المباشرة. وقال: "انا لست اكثر تفاؤلا مما كنت في الايام الاخيرة. ولكن الامور ستتضح قريبا. آمل أن تكون المصلحة المشتركة لكل الاطراف ستنتصر والا نصل الى ازمة. واعتقد ان هناك مثل هذه المصلحة لدى كل الاطراف". واشارت الصحيفة الى ان اقتراح "الحل الوسط" موضع الحديث هو مجرد فكرة واحدة بين افكار عديدة تبحثها الاطراف المشاركة في المفاوضات السياسية منذ انتهى تجميد البناء في المستوطنات. وادعت ان هناك مخاوف اسرائيلية من انه اذا ما استمر الطريق المسدود في المحادثات، فقد تتبنى الولاياتالمتحدة صراحة الموقف الفلسطيني وان تقرر بان حل المفاوضات في موضوع الحدود سيقوم على اساس خطوط 1967.