اعلن مصدر رئاسي في مالي أمس ان الحكومة الفرنسية طلبت مساعدة مالي في الافراج عن الرهائن السبعة وبينهم خمسة فرنسيين، الذين خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في النيجر منتصف سبتمبر ثم نقلهم الى مالي. واكد مصدر في رئاسة مالي ان "فرنسا طلبت رسميا مساعدة مالي على الافراج عن الرهائن". ويفترض ان تتمثل مساعدة مالي، عبر وسطاء، في تسهيل المفاوضات المحتملة القادمة بين فرنسا والخاطفين. وتم هذا الطلب غداة بث تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي صور الرهائن السبعة (خمسة فرنسيين وملغاشي وتوغولي) مرفوقة برسالة صوتية اكد فيها الرهائن هوياتهم وان التنظيم خطفهم ويحتجزهم. وظهر الرهائن في صورة جالسين على ارض رملية ينتصب خلفهم مسلحون ملثمون. وافاد مصدر مالي ان الرهائن "محتجزون في صحراء مالي والجزائر" في منطقة تيمترين الجبلية الصحراوية بشمال شرق مالي على بعد نحو مئة كلم من الحدود الجزائرية. واكد وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران ان فرنسا لم تتلق بعد مطالب دقيقة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وادعى رهينة فرنسي سابق لدى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أنه تمكن من التعرف ومن خلال الصورة التي نشرها التنظيم، على ابو زيد الذي يعد من القادة الاكثر تشددا لهذا التنظيم. وكان بيار كامات العضو في منظمة غير حكومية احتجز لنحو ثلاثة اشهر في صحراء مالي قبل ان يطلق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي سراحه في فبراير الماضي. وقال كامات "شاهدت في اسفل الصورة على اليسار شخصا يمكن جدا ان يكون ابو زيد. بالنسبة الي فانه من خلال هذه القامة وملامح الوجه زعيمهم الشهير ابو زيد". والجزائري عبد الحميد ابو زيد (44 عاما) هو من اكثر القادة تشددا في فرع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي وسع نطاق عمله الى الصحراء وفقا للخبراء. وقاد ابو زيد خصوصا عملية خطف ميشال جيرمانو العامل الانساني الفرنسي البالغ ال78 الذي اعلنت القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعدامه في 25 يوليو الماضي. من ناحية أخرى، أفاد مصدر أمني في الحكومة الجزائرية بأن دول منطقة الصحراء التي تحاول احتواء الخطر المتنامي لتنظيم القاعدة اتفقت على تجنيد مهربين لمساعدتها في تعقب معسكرات المتشددين في الصحراء. وقال المصدر أمس الأول إن خطة تجنيد المهربين الذين يعرفون دروب الصحراء ويقطعونها جيئة وذهابا لتهريب السجائر والمخدرات هي واحدة من سلسلة من الاجراءات التي اتفق عليها في اجتماع لمسؤولي المخابرات الاقليمية بالعاصمة الجزائرية. وتعارض بشدة الجزائر المستعمرة الفرنسية السابقة استغلال الخطر الذي تمثله القاعدة لتبرير التدخل العسكري الغربي في الصحراء وتحرص على اظهار أن حكومات المنطقة قادرة على التعامل مع المشكلة بنفسها. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن الخطوات التي اتفقت عليها دول منطقة الصحراء في الاجتماع الذي عقد خلال الايام القليلة الماضية شملت ما يلي: - توصل اجتماع لوكالات مخابرات يومي الاربعاء والخميس عقد في مجمع بني مسوس العسكري في الجزائر العاصمة إلى اتفاق "للاستفادة من معلومات وخبرة المهربين المعتقلين". وقد يسهم هذا في التغلب على واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه قوات الامن وهي كيفية تحديد مكان متشددي القاعدة في الصحراء التي يعيش فيها عدد قليل من السكان وتماثل مساحتها مساحة الولاياتالمتحدة. - توسعت مجموعة تشكلت مطلع العام الحالي وضمت أربع دول بمنطقة الصحراء تنسق فيما بينها جهود الجيش والمخابرات لمحاربة القاعدة لتشمل ثلاث دول أخرى. وكانت المجموعة تضم في بادىء الامر الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر وأصبحت الان تشمل أيضا بوركينا فاسو وليبيا وتشاد. واتخذ قرار توسيع المجموعة في اجتماع عقد في مقر قيادة عسكري مشترك لمكافحة القاعدة في مدينة تمنراست بجنوب الجزائر. - ذكر المصدر أن مسؤولي مخابرات من الدول السبع الاعضاء في المجموعة اتفقوا في اجتماعهم بالجزائر على تعزيز مستوى تبادل معلومات المخابرات فيما بينهم. - اتفق مسؤولون في الاجتماع أيضا على رسم خرائط للطرق التي يستخدمها المهربون ومتشددو القاعدة لعبور منطقة الصحراء الشاسعة.