اكد صاحب السمو محافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود على اهمية خطبة الجمعة معتبراً ان من تسنموا المنابر واخذوا على عاتقهم توجيه الناس وإرشادهم عليهم عبء كبير وهم اهل له ان شاء الله لأدائها كما يجب معتبراً ان ما يطرحونه اثناء الخطب ينم عن تفاعل مع المستجدات وبما يتوافق مع الكتاب والسنة. جاء ذلك في كلمته التي القاها نيابة عنه وكيل محافظة الدرعية الأستاذ حمد بن ابراهيم العلي خلال رعايته لمحاضرات (خطبة الجمعة وأهميتها في تحقيق الوسطية والأمن الفكري ) التي قدمها الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد مساء امس بمقر مركز الدعوة بالدرعية. د السعيد: على الخطيب تجنب تشتيت المأمومين لمجرد الإثارة والرفق والبعد عن المبالغات من جهته حذر الدكتور السعيد من مغبة التطرف والغلو منوهاً بأهمية خطبة الجمعة حيث رأى أن مهمة الخطبة تحقيق هذه الوسطية بمعناها الشمولي وعدم قصر الخطبة على أحد الطرفين المنافيين للوسطية وهو ما يفضي إما أن يؤول إلى الاستهانة بالشرع والإعراض عن فرائضه والاعتداء على حدوده وانتهاك محارمه وإما أن يؤول إلى حمل أدلة الشرع على غير مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم السلف الصالح وبالتالي توظف أدلة الشرع في غير مواضعها وينتج عن هذين الأمرين خلل عقدي وسلوكي وأخلاقي وفكري وأمني وما يصاحب ذلك من الآثار السلبية. لزوم فتوى علماء البلد والبعد عن الفتاوى الشاذة والآراء المهجورة وتجنب التركيز على السلبيات وشدد الدكتور السعيد على اهمية أن يفهم الخطيب هذا المعنى ليحققه في خطبه لأنه موجه ومبلغ فبحسب فهمه لهذا المعنى قوة وضعفا وتطبيقه له يكون الأثر المحقق منه في الخطبة بإيجابياته وسلبياته وقال: المفترض في الخطيب أن يسعى إلى جعل خطبته محققة لمراد الشرع بتعزيز الاعتدال وتربية النفوس عليه ، وحسم مادة الغلو والتطرف في أصلها وبواعثها وتزكية النفوس منها. بعدها تطرق الى ضرورة ترسيخ الوسطية ونبذ الغلو والتطرف كمنهج للمأمومين من خلال خطبة الجمعة حيث نظمها هذا في عدة امور هي: تأصيل تعظيم الوحي، والاستسلام للشرع وعدم معارضته برأي أو قياس عاداً الوسطية بكمالها ماهي إلا تطبيق الشرع في أمر الخاصة والعامة ثم التركيز على قضية المنهج الصحيح في التلقي والاستدلال بحيث تكون واضحة للمتلقي ، ويمكن أن يميز من خلال مايرد عليه فإن المشهود له بالشرع والواقع أن عدم فهم هذا المنهج هو الذي ساق كثيرا من الناس إلى مجانبة الوسط ، والانحراف إلى أحد طرفي الغلو واضاف السعيد بأن تعزيز الأصول والقيم التي تؤول إلى تحقيق الوسطية ونبذ الغلو معتبراً هذه المعاني ونظائرها أو مايرجع إليها إذا تناولها الخطيب بتصور صحيح ثم بإيصالها إلى المتلقي بوضوح ، تحققت الوسطية وانتفى الغلو من خلال هذا البناء التراكمي لشخصية المسلم الوسطية من خلال مجموع هذه القيم والأصول ، التي يشكل منها كل أصل أو قيمة لبنة في غرس الوسطية المناهضة للغلو والتطرف. بعدها عرج الدكتور السعيد الى البيان عن الحقوق منها حق الله ، وحق الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من الحقوق ثم انتقل الى اهمية توضيح حقائق الألفاظ أو المصطلحات الدارجة التي ينبي على فهمها الحكم الشرعي والمنهجي والعملي مشيراً الى وجود ألفاظ واصطلاحات تدور في وسائل الإعلام وفي المواقع ودور العلم والمجالس ، وقد تستعمل في غير موضعها ، مثل لفظ أهل السنة الذي استعمله بعضهم في غير موضعه وهناك أيضا لفظ السماحة فيضعه بعض الناس في غير موضعه ، فيستدل به على انتهاك محارم الله وهناك أيضا لفظ القبورية ، فهو لفظ يطلق على عباد القبور الذين يتوجهون إلى أصحابها ويستغيثون بهم ويسألونهم المدد والشفاعة ، فترى بعض الناس يتجاوز في هذا فيطلق هذا اللفظ على المبتدع أو من مارس البدعة وعمل بها وليست شركية. بعدها انتقل المحاضر الى جانب آخر حيث اشار الى تناول الوسطية والغلو في خطب مستقلة تشتمل على بيان حقيقتهما ومنها الشرع في الدعوة إلى الوسط والتحذير من الغلو ، وضرب الأمثلة الشرعية والواقعية ، وبيان الآثار الإيجابية للوسطية والآثار السلبية للغلو ، حتى يحفز ذلك المأمومين على تطلب الوسطية والحذر من الغلو بعدها نوه بأهمية ربط الخطب بهما سواء أكانت الخطبة في التوحيد والإيمان أو التشريع والعبادة ، أو السلوك والأخلاق أو التربية أو الاقتصاد أو الاجتماع فإذا تحدث الخطيب عن هذه الموضوعات فإنه يوضحها بما يبين الوسطية لينتقل بعدها الى اهمية ظهور أثر الوسطية على الخطيب في خطبته ، في أسلوب الخطبة وعباراتها وموضوعاتها ونشير إلى طرف من ذلك كأن أن يعرف الخطيب الذي يعتلي المنبر المقصود الشرعي من الخطبة مع تدعيم الخطبة بالأدلة الشرعية والآثار السلفية وكذلك. كما اشار الى اهمية لزوم فتوى علماء البلد والبعد عن الفتاوى الشاذة والآراء المهجورة التي يقع بها الارتياب أو تورث التفرق والاختلاف أو تذهب بحرمة الولاة والعلماء. جانب من الحضور