أعلنت إيران ان محطة بوشهر الذرية تواصل عملها حسب البرنامج الموضوع ونفت تعرضها لأي فيروس الكتروني. وذكرت وكالة أنباء "مهر" ان الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست "فند" في مؤتمره الصحافي الأسبوعي امس ما وصفه ب" ادعاء" تعرض محطة بوشهر الذرية الى هجوم فيروس كمبيوتر. وقال مهمان برست ان "هذا الادعاء" ،" يمثل لعبة جديدة ضمن نطاق الحرب الناعمة". وأضاف "ان محطة بوشهر الذرية تواصل عملها حسب البرنامج الموضوع وسنشهد في غضون الشهرين المقبلين توليد الكهرباء من هذه المحطة ودخوله ضمن الشبكة العامة للكهرباء في البلاد". يشار الى ان مسؤولين إيرانيين أعلنوا ان إيران تعرضت لهجمات الكترونية تمثلت بفيروس "ستوكسنت" الذي استهدف آلاف أجهزة الكمبيوتر. وقال محللون ان قدرة ايران محدودة على الرد بالمثل على هجوم عن طريق الانترنت ضد اجهزة الكمبيونر في المحطة النووية الوحيدة لتوليد الكهرباء ولكن البعض يقلقه ان تسعى للرد بوسيلة اخرى. ويعتقد خبراء امن ان اطلاق فيروس ستكسنت ربما يكون هجوما تدعمه دول لاستهداف البرنامج النووي الايراني ومصدره الولاياتالمتحدة أو إسرائيل على الارجح . ويضيفون ان الحقيقة ربما لا تتضح ابدا. ولم تعرف معلومات تذكر عن حجم الخسائر التي سببها الفيروس للبنية التحتية النووية او على نطاق اوسع ومن المرجح الا تكشف إيران النقاب عن هذه التفاصيل ابدا. وقال مسؤولون يوم الاحد إن الفيروس اصاب اجهزة كمبيوتر العاملين في محطة بوشهر النووية لتوليد الكهرباء ولكنه لم يؤثر على الشبكات الرئيسية هناك. ويعتقد بعض المحللين ان إيران ربما تعاني من تخريب اوسع يهدف ابطاء طموحاتها النووية ويشيرون لمشاكل فنية غير مفهومة خفضت عدد اجهزة الطرد المركزي العاملة ضمن برنامح تخصيب اليورانيوم. ويعتقد خبراء في المخابرات ان الاولوية بالنسبة لطهران على المدى القصير محاولة تحديد مصدر الهجوم ومعرفة كيفية تحميل الفيروس على انظمتها. وقال فريد بورتون خبير مكافحة التجسس الامريكي السابق وهو حاليا نائب رئيس مؤسسة ستراتفور لاستشارات المخاطر السياسية "ينبغي ان تضبط ادارات الامن الداخلي ومكافحة التجسس في ايران المجرمة أولا ثم تسعى لتحويل الوضع لصالحها." وربما يثبت استحالة التوصل لادلة دامغة للتعرف على الدولة او المجموعة المسؤولة مما يزيد احتمال ان يأتي الرد بشكل رسمي وامكانية انكاره. ويلمح بعض المحللين إلى ان إيران ربما تود الانتقام بهجوم عبر الانترنت على إسرائيل والغرب. الا ان ثمة علامات استفهام بشأن قدرتها على عمل ذلك. وتقول المحللة الاقليمية جيسيكا اشوه "لا أعتقد انه يمكنا توقع الكثير فيما يتعلق بهجوم انتقامي من خلال الانترنت. بكل بساطة ليس لدى الايرانيين القدرة الفنية على عمل نفس الشيء ضد انظمة محصنة بشكل سليم والدليل على ذلك الصعوبة التي تواجهها في السيطرة على الهجوم واحتوائه." ويقول خبراء ان ايران اعطت الاولوية لتحسين قدرات التجسس عبر الانترنت وستسعى على الارجح لتنمية هذه الموارد أكثر في المستقبل. ويخشي البعض ان تحبذ إيران إما تكثيف برنامجها النووي او استهداف المنشآت النووية الغربية ردا على الهجوم. وبصفة خاصة قد يتبين حساسية اسواق النفط الشديدة لأي تلميح باحتمال استهداف الرد حركة الملاحة في الخليج ومضيق هرمز بأي شكل من الاشكال سواء مباشرة او من خلال جماعات مسلحة. ومهما حدث يقول محللون ان هجوم ستكنست نظرة مبكرة للشكل الذي ربما تتخذه المنازعات بين الدول في القرن الحادي والعشرين. ويقول ايان برمر رئيس مجموعة اوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية "ليس حدثا اسثثنائيا بأي حال .. اعتقد اننا سنرى المزيد من الوقائع المشابهة."