يقدم الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر عضو مجلس الشورى وأستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود والكاتب بصحيفة الرياض يوم غد وضمن ملتقى جواثى الثقافي بالأحساء ورقة عنوانها ( كورنيلا دالنبرج وزيارتها للإحساء) وذلك من خلال المذكرة التي أصدرتها منذ مدة، وهي التي قدمت من بلدتها إلى البحرين في عام 1922م. وبقيت في البحرين أربعين سنة، عملت ممرضة في مستشفى الإرسالية الأمريكية. وعملت أزمنة مختلفة في القطيف والإحساء وقطر والعمارة في العراق. وتضم ورقة الدكتور العسكر رواية لقصة الشابةالأمريكية والمبشرة المسيحية كورنيلا، وذلك من خلال ما اتسمت به من تضحية وعطف وروح دعابة .. وصولا إلى أسباب اختيارها الجزيرة العربية للعمل فيها، وعلى وجه التحديد الخليج العربي، وذلك بعد قرأت كتاب صموئيل زويمر الموسوم (الجزيرة العربية مهد الإسلام) مما دفعها إلى التحدث مع راعي الكنيسة في بلدتها وهو أدريان زويمر والد صموئيل زويمر المعروف. وإبداء رغبتها في العمل التطوعي والتبشيري في الجزيرة العربية. ودارت الأيام لتجد كورنيلا دالنبرج نفسها مع أخريات على ظهر الباخرة ستي لال تاو في يوم 24/10/1922م. يشير العسكر إلى أن ما كتبته كورنيلا دالنبرج عن الإحساء وبقية مناطق الخليج العربي يعد مصدراً أولياً للتاريخ الصحي والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة في عشرينيات إلى ستينيات القرن الميلادي الماضي.. وبأن كتابها أول كتاب يتحدث بالتفصيل عن التبشير الأمريكي في منطقة الخليج.. إلى جانب ما يمكن أن يقال عن أساليب التطبيب والعلاج، وكذلك عن الظاهرات الاجتماعية السائدة في المنطقة والتي أوشكت على الاندثار بعد اكتشاف النفط بصورة تجارية. ويشير الباحث بأن عناوين فصول المذكرة تشير ولو إشارة مقتضبة إلى مباحث الكتاب.. معرجا على واقع أهل الخليج تجاه جهود كورنيلا وزملائها، إذ لم يحقق تحولاً دينياً ذا بال لدى أهل الجزيرة، الأمر الذي انعكس في كتاباتها التي وصفت مهمتها بالصعبة والمستحيلة في الجزيرة العربية، والتي دونتها بصدق وحيادية خلال أربعة عقود عملتها في التمريض والتبشير في عدد من الأقطار العربية.