بفضل توافر المواهب الفطرية في صفوف الفريق الازرق واكتساب اغلب لاعبيه للخبرات الميدانية, نجح الهلال في تجاوز مطب الغرافة القطري وتاهل لنصف نهائي دوري ابطال اسيا بعد ان حبس انفاس جماهيره قرابة ال 120 دقيقة. فقد الهلال نتيجة مباراة الذهاب التي كسبها بثلاثة اهداف نظيفة بالرياض في الشوط الاول لمباراة الاياب بالدوحة, وكان قاب قوسين او ادنى من الخروج, لولا توفيق مهاجميه القحطاني والمحياني اللذين سجلا هدفين في آخر دقائق الشوط الاضافي الثاني. ربما يكون مدرب الفريق الازرق جيريتس قد اخطأ في وضع التشكيلة المناسبة لمباراة الدوحة, او انه لم يتعامل مع اللقاء بطريقة احترافية, بدليل انه فضل ان يلعبها بمحور واحد وباربعة مهاجمين. لكن الثابت ان الهلال لم يستسلم لضيوفه او يكن بذلك السوء الذي تحدث عنه بعض الزملاء والنقاد والمحللين, حيث كان يمكن ان يخرج بنتيجة ايجابية في الوقت الرسمي للمباراة دون الانتظار للتمديد. في الشوط الاول اضاع ياسر القحطاني وويلهامسون والشلهوب فرصا شبه مضمونة مستغلين اندفاع الفريق القطري الذي كان يسابق الزمن لاحراز اكبر عدد من الاهداف لتعويض خسارة الذهاب ومن ثم البحث عن هدف التفوق. لو تم استغلال تلك الفرص بشكل جيد من لاعبي الهلال لتغير شكل المباراة ورتمها, ولاصبح جيريتس الذي يتعرض للهجوم الآن بطلا في نظرهم, لان توقعاته كانت صحيحة بالنسبة لخطة الفريق القطري, لكن اللاعبين خذلوه بعدم ترجمة الفرص لاهداف. لا نريد ان نتحدث اكثر من ذلك عن تداعيات تلك المباراة واحداثها, لقناعتنا بانها اخذت حظها الكامل من النقد والتحليل في الايام الماضية, لكننا لا بد ان ننبه لاعبي الهلال ومدربهم الى اخذ الحيطة والحذر مستقبلا والتعامل بجدية مع أي مباراة مهما كان وضع الفريق المنافس. وصول الهلال لهذه المرحلة في دوري ابطال اسيا بعد غيبة طويلة يعتبر انجازا في حد ذاته لادارة الامير عبدالرحمن بن مساعد ومدرب الفريق جيريتس, لذلك ينبغي ان يكون في هذه الخطوة "المباركة" دافعا كبيرا للاعبي الفريق لتخطي الفريق الايراني في المرحلة المقبلة والتاهل للنهائي ثم الفوز باللقب. والطريق نحو اللقب الاسيوي ليس سهلا او معبدا كما يتصور البعض, فهو يحتاج الى عزيمة قوية وارادة صلبة وتضحيات جسام, وقدرة على التعامل والتعايش مع كل الظروف والاحداث المتوقع منها وغير المتوقع. ** استجاب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الامير سلطان بن فهد لطلب ناديي الشباب والهلال ووافق على تاجيل مباراتيهما الدوريتين في الجولة السادسة مع كل من الحزم والاتحاد المقررتين اليوم الاحد وغدا الاثنين لوقت لاحق حتى يتمكنا من تجهيز فريقيهما بشكل جيد لمباراتي نصف النهائي الاسبوع المقبل. دوافع الرئيس العام على قبول طلب الناديين بالتاجيل انطلقت من نوايا خالصة ثم لحرصه على المصلحة العامة واتاحة الفرصة للفريقين للاعداد بشكل جيد للمرحلة المقبلة واضعا في الاعتبار انهما يلعبان باسم الوطن في كبرى البطولات الاسيوية. لكن.. وللاسف الشديد, فان بعض المتطرفين ذهبوا بخيالهم المريض بعيدا وصوروا للراي العام على ان التاجيل لم يكن للغرض المعلن, وانما تم لتحقيق بعض المكاسب الضيقة للفريقين الكبيرين.