إن هذا اليوم ياوطن الإباء يسجل نقطة تحول لهذه الأرض المباركة. ففيه نستحضر الماضي التليد بأمجاده وإنجازاته ونستشرف فيه مستقبلا واعدا مشرقا. ثمانون عاماً مضت من عمره المجيد منذ أعلن فيه المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله توحيد أجزاء البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية، حيث كان ذلك في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351ه مستمداً دستورها من هدي كتاب الله الكريم وسنّة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم. ها هو اليوم، يوم ذكرى الملحمة التاريخية والبطولية التي وضعت للجهل والبغضاء والتنافر حداً، معلنة فجرا جديدا للملكة العربية السعودية وأساسا متينا للوحدة والبناء الحضاري والإنساني. هذا الإنجاز الشجاع هو ماقام به البطل المؤسس - رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى - وإن ما ننعم به اليوم من رقي وحضارة وأمن وسلام، ما هو إلا بفضل الله ثم ما أنجزه قائد الأمة وباني نهضتها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وسار على نهجه أبناؤه الأوفياء البررة إلى يومنا هذا. إن الإنجازات التي تحققت في الثمانين عاما الماضية في المجالات التعليمية والصحية والأمنية والصناعية والزراعية والتقنية تعد إنجازات جبارة بكل المقاييس ولم يشهد لها التاريخ مثيلا. وهي - بلا شك - نتاج حتمي للإخلاص وحسن التخطيط والحكمة التي يتمتع بها قادة هذه البلاد المباركة، والذين ما ذخروا جهداً من أجل بناء وطن وصناعة حضارة زاخرة تنافس غيرها من الحضارات. فحمى الله هذا الوطن وحمى القائمين عليه، وأدام عليه عزه ورخاءه وأمنه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين ملك القلوب عبدالله بن عبدالعزيز.