إن احتفاء المملكة باليوم الوطني الثمانين يوجب ان نتوجه إلى المولى القدير بالشكر والثناء والحمد على ما منّ به على هذه البلاد من النعم وفي مقدمتها ما قامت عليه هذه الدولة منذ توحيدها على يدي مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله تعالى، من تمسك بكتاب الله جلا وعلا وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. يؤكد دائماً خادم الحرمين الشريفين ،حفظه الله، ان الاحتفاء بهذه المناسبة يعني الحفاظ على منجزات الوطن، والعمل بكل جد واخلاص وتفان نحو نمائه وازدهاره، ويعني تكريس اسهامات المملكة في وحدة الأمة وتماسكها واستقرارها، ويعني تأصيل دورها في سلام واستقرار العالم، وسعيها نحو حسن التعايش والتعاون بين أمم وشعوب العالم عبر ما تنطوي عليه حضاراته من مشترك إنساني». إن اليوم الوطني للمملكة ذكرى يوم العزة والفخر، يوم تأسيس هذا الكيان الشامخ حين انطلق الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - يصنع مع نفر من رجاله المخلصين ملحمة كفاح ونضال مشرفة من أجل توحيد الجزيرة العربية، التي كانت متناحرة متناثرة تشكو الفقر وتفتقد إلى الأمن والاستقرار، فبارك الله في جهوده وأثمرت ثماراً طيبة قطف من نبتها المبارك كل أبناء الوطن، ان الملك عبدالعزيز نجح - بحول الله - في تأسيس كيان شامخ أصبح ركيزة من ركائز الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وصوتاً مسموعاً للحكمة والاعتدال والعدالة في كل بلاد الدنيا وأرساها على كتاب الله القويم، وسنة نبيه الطاهرة. إن المملكة باتت بما تملكه من قيم ومثل عليا وأخلاقيات نبيلة ومبادئ الإنسانية والرحمة نموذجاً للدولة التي تتعامل مع المجتمع الدولي وفق قيم العدالة والرحمة، من دون تسلط على ضعيف أو تنصل من مسؤولية أو تنكر لعهد أو ميثاق، ولا تتدخل في شؤون أحد، ولا تقبل من أحد ان يتدخل في شؤونها، تنبذ العدوان وتنحاز للسلام والاستقرار وتنشد الأمن والأمان للدول كافة. إن شواهد التنمية للإنسان والمكان في وطننا العزيز ستظل ماضية بثقة، وستبقى دليلاً ناصعاً على ما بذله وقدمه الوالد المؤسس الباني المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وستبقى مسيرة العطاء والبناء متجددة وحية، خلال استحضارنا لذكرى اليوم الوطني تلك المسيرة الرائدة المتعددة في جوانبها ومجالاتها التي توجهت بالدرجة الأولى لمصلحة الوطن والمواطن، التي قادها المؤسس وواصل المسيرة من بعده أبناؤه البررة ملوك المملكة، حتى هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. وصارت المملكة بفضل الله تعالى واجه بناء وإنجاز ودولة عصرية تواكب تطورات الزمن وتتحدث بلغة التطور الذي يعيشه العالم الحديث الآن بكل إنجازاته العلمية والتقنية. تتجدد اليوم ذكرى ليست كأي ذكرى.. وتاريخ لا ينسى تاريخ راسخ في ذهن كل مواطن سعودي ولد ونشأ على أرض هذا الوطن الطاهر النقي كقادته وشعبه.. تمر اليوم ذكرى أبي موحد هذه البلاد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، إلاّ ان تكون عطرة لم الشتات وأزال الصراعات ووحد الصفوف كل ذلك بفضل الله سبحانه أولاً ثم بحنكة وحكمة ودهاء الموحد المغفور له الذي جعل منهج هذه الدولة القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تحت راية (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله) وهكذا يظل اليوم الوطني في ذكراه الثمانين يوماً مجيداً وعظيماً كان وقتها النواة الأولى لأن تكون المملكة العربية السعودية الآن في أزهى وأبهى وأجمل صورة، ودولة يشار إليها بالبنان، في تماسكها وترابطها وتلاحم شعبها ونموها وتطورها وازدهارها. * مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالحرس الوطني