قال "د.عبد الله بن عبد الرحمن العثمان" مدير جامعة الملك سعود: إنه حينما نتأمل فكرة تأسيس دولة بحجم المملكة وتوحيد أطرافها يظهر لنا أنها فكرة طموحة تستلزم إرادة وعزيمة صلبة، وهذه سمات تميزت بها شخصية الملك المؤسس - رحمه الله - حيث استطاع مستعيناً بالله ثم بهمته العالية ورجاله المخلصين أن يوحد أرضاً شاسعة لتجتمع تحت راية واحدة ورأي واحد"، مبيناً أن الملك المؤسس جعل الأمن حقيقة فصار الناس لا يخشون كما كانوا في السابق على نفوسهم وأموالهم وأهليهم، مؤكداً أن هذا ما تتمتع به هذه البلاد الغالية وذلك بفضل من الله ثم بفضل جهد الملك المؤسس ومتابعة من أبنائه البررة المخلصين، لافتاً إلى أن الأمن لم يكن الثمرة الوحيدة المتحققة من توحيد المملكة، فقد هيّأ الملك عبدالعزيز المملكة لتكون دولة ذات شأن وحضور مؤثر، ولتأكيد ذلك أطلق عدداً من المشروعات التنموية والإصلاحية والتعليمية إلى جانب إرساء عدد من الاتفاقيات السياسية المهمة مع كبرى الدول، وبذلك يكون قد جعل بلاده مهيّأة لمن يأتي بعده لرعاية وإتمام ما أسسه من قواعد تكفل تحقيق النهضة والازدهار، وهذا ما تمَّ بفضل الله، فالتعليم ومشاريعه الضخمة اليوم تشهد قفزة كبيرة غير مسبوقة، أعان عليها اهتمام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بها وحرصه على غرسها، بدءاً من تأسيسه مديرية المعارف في عام 1344ه وتأسيس المعهد العلمي السعودي في عام 1345ه، إضافةً إلى اهتمامه بالتعليم العالي المتمثل في تأسيسه كلية الشريعة بمكة المكرمة في عام 1369ه، وقد أثمرت جهوده تلك عن تطور كبير في قطاع التعليم اليوم تحت حكم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يتمثل في انتشاره على كل مناطق ومحافظات وهجر المملكة، وشمول التعليم العالي جميع المناطق من خلال (33) جامعة تقدم جميع التخصصات الطبية والصحية والعلمية والإنسانية. وأوضح "د.العثمان" أنه إلى جانب التعليم تشهد المملكة نمواً في عدد من القطاعات كالصحة والطرق والخدمات الأخرى بأنواعها، كل ذلك لم يتحقق إلا بعد جمع البلاد وقيادتها بزمام واحد، مختتماً حديثه: "من هنا كانت لذكرى تأسيس البلاد أهمية تستعيد في ذاكرتنا الجذور الأولى التي خرجت منها معالم نهضة بلادنا اليوم، فنرفع الأكف بالدعاء الصادق المخلص لمؤسس هذه النهضة ولمن رعوا ذلك الغرس بعده بإخلاص وصدق، وأخص ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ونائبه الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً، الذين تشهد المملكة في زمنهم ازدهاراً كبيراً وعزماً على إحلال المملكة وشعبها أعلى المراتب، باذلين بسخاء ومحبة في سبيل البناء، فلقيادتنا أصدق الولاء، ولجلالة الملك المؤسس أزكى السلام والدعاء بفسيح الجنان".