يحتفل الشعب السعودي هذه الأيام بمناسبة اليوم الوطني المجيد لذكرى توحيد مملكة الإنسانية، على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز الى سعود طيب الله ثراه، مؤسس هذا الكيان الكبير القوي المتماسك، الذي جمع كل أطياف الشعب السعودي في دولة عربية إسلامية واحدة، متجانسة يجمعها الرابط الوطني الواحد، تحت ظل راية التوحيد. ونحن نحتفل جميعا بهذا اليوم الوطني المجيد، ستذكر كيف كانت المملكة في سالف عهود وقرون مضت، وما أصبحت عليه الآن من قوة اقتصادية مؤثرة، ووحدة وطنية ونعم عديدة، بفضل الله تعالى، ثم بفضل القيادة الحكيمة لهذا البلاد مترامية الأطراف، بصحرائها الذهبية، وجبالها الراسخة، وهضابها الواسعة، ونخيلها الشامخ، ورجالها المخلصين المؤمنين بالله الواحد الأحد، والمتماسكين بوحدتهم الوطنية، المغبوطين عليها، وهم ينعمون بالأمن والآمان والرخاء والاستقرار والنعم والخيرات، وطن يكبر بوارداته الطبيعية المتنوعة، التي تزخر بالخيرات الوافرة، وترفر بالإنجازات العظيمة؛ لما سيعكسه على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، ويحصل ثماره المواطن السعودي كل يوم، حيث اعتمد هذا العام أضخم ميزانية في تاريخ المملكة، ومن المتوقع - حسب ما جاء في الميزانية الجديدة - إنفاق حوالي 540 مليار ريال سعودي، في حين أن الإيرادات تقدر ب 470 مليار ريال. ومع ان كثيرا من المشاريع تنتظر دورها للتنفيذ في إطار التنمية الاقتصادية، والنهوض الحضاري الكبير، الذي تشهده المملكة لمصلحة المواطن، في كثير من الميادين، الا ان ما يثير الاهتمام فعلا هو أن الميزانية المعلنة، التي تعد الاضخم ستخصص مبلغا وقدره 137 مليار ريال لقطاع التعليم والتدريب والبحث وحده، ويمثل هذا الرقم 25% من إجمالي الميزانية المقررة، حيث أعلن أنه سيتم إنشاء 1200 مدرسة في مناطق مختلفة، إضافة إلى مشاريع أخرى في هذا الجانب الحيوي، ومنها إنشاء معاهد جديدة وزيادة الطاقة الاستيعابية للمدارس والجامعات، فضلاً عن تخصيص مبالغ اخرى في ميادين لا تقل اهمية، مثل قطاع الخدمات الصحية، الذي حاز مبلغ 61 مليار ريال؛ لإنشاء مستشفيات ومتابعة مشاريع صحية مختلفة، كما تم تخصيص مبلغ 46 مليار ريال لقطاع الصناعة والزراعة، ولذلك ونحن نتذكر هذا الأرقام الفلكية الواردة في الميزانية، يحق لنا ان نسميها ميزانية التطور والنماء والعطاء، او ميزانية الخير، كما قال خادم الحرمين الشريفين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: (الميزانية ولله الحمد فيها الخير وفيها البركة إن شاء الله، المهم عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص وسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها)». ومع اننا لا نريد الدخول كثيرا في التفاصيل الاقتصادية حول الميزانية الجديدة، ونحن نتذكر اليوم الوطني المجيد لهذا البلد العملاق في إنجازاته الكبيرة، في رجاله وموارده الاقتصادية، التي مما لا شك فيه استرعت وتسترعي اهتمام كثير من المحللين الاقتصاديين داخل البلاد وخارجها، إلا ان ما يمكن قوله ومن دون ادنى شك وتردد أن الميزانية السعودية ستدفع عجلة النمو في الاقتصاد السعودي الناهض إلى الأمام، وهذا ما حصل ويحصل وستكون عامل دعم ومؤثر إيجابي واسناد له، وانه بهذه الموازنة ومع ارتقاع أسعار البترول سوف تحقق المملكة نقلة نوعية كبيرة ومرحلة جديدة من العمل والجهد من أجل استمرار النهوض الحضاري، الذي تشهده المملكة، والارتقاء بالإنسان السعودي نحو الأفضل في مستوى التعليم والمعرفة. وما يلفت الانتباه هنا هو ان هذه الميزانية المالية الضخمة للمملكة والإنجازات التي أعلنت منها ما نفذ، ومنها ما هو جار تنفيذة من مشاريع عملاقة داخل البلاد، في الوقت الذي يشهد فيه العالم أقسى تراجع، وأيقاف مشاريع أثر ازمة مالية عالمية اقتصادية، عصفت به وشلت حركته الاقتصادية، وعطلت مشاريعة الإنمائية والاقتصادية وحتى الإنسانية، وهو امر ان دل على شيء فانما يدل على متانة الاقتصاد السعودي وقوتة وسلامته، رغم عواصف الازمة التي لم تهدأ بعد. ونستطيع القول ايضا، ونحن نتحدث عن الإنجازات الاقتصادية للمملكة وهي المصرّة على ان تبقى محط اعجاب واهتمام العالم بها، كدولة قوية محورية رئيسة في المنطقة والعالم، شدت وتشد انظار العالم الخارجي والداخلي بهذه الإنجازات العظيمة، والتغييرات التي أحدثتها مؤخرا، في إنجازاتها الوطنية الضخمة، خصوصا في التعليم والصحة، وفي الاقتصاد والإصلاحات على كل الأصعدة الإعلامية والاجتماعية والثقافية والسياسية، فضلا عن المبادرات السياسية الناجحة، والمبادرات الإنسانية الكبيرة، ما يؤهل المملكة أن تكون في مقدمة الدول المؤثرة، وهي عصب ومفصل ومصدر قوة كبير للخليج العربي، وللوطن العربي أيضا، وللعالم الإسلامي، وذلك بفضل سياستها المتوازنة العاقلة الواعية، التي اعتمدت على الوضوح والشفافية والعقلانية في التعامل مع القضايا الاقتصادية والسياسة، وعدم التدخل في شئون غيرهم، وهو ما مكنها من المحافظة على ازدهار اقتصادي قوي ضخم متين، اعترف به القاصي والداني، فهنيئا لنا نحن السعوديين بهذا الوطن الشامخ المعطاء، وهنيئا للمملكة قيادة وحكومة رشيدة واعية ومتبصرة، والاحتفال باليوم الوطني المجيد هو تعبير صادق عن الحب المفعم بالوطنية والولاء الصادق والانتماء الحقيقي لهذا الوطن العملاق، الذي هو مصدر إلهام وقوة وخيمة وظهر قوي، أي مواطن سعودي خارج المملكة وداخلها ينتمي لهذه الأرض الطاهرة، وهي قبلة المسلمين في العالم جميعا. وكل عام الوطن وقائده بألف خير وسلام وسؤدد.. * المدير الإقليمي لصحيفة "الرياض" بالإمارات