فند الجيش الموريتاني بشدة المعلومات التي نشرها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأعلن فيها أنه تمكن من قتل 19 جنديا موريتانيا خلال المعارك التي دارت بين وحدات من الجيش الموريتاني ومجموعات من المسلحين تابعة للتنظيم في شمال مالي. وقال متحدث باسم قيادة الأركان الموريتاني في اتصال مع "الرياض" إن المعلومات التي نشرها التنظيم بشأن قتل عدد كبير من الجنود الموريتانيين والاستيلاء على سيارتهم وأسلحتهم "هو محض افتراء كاذب لا أساس له من الصحة"، وأضاف أن حصيلة المعارك الحقيقة هي ما ورد في بيان لوزارة الدفاع الموريتانية، ويتعلق الأمر بمقتل ستة جنود موريتانيين و12 مقاتلا من التنظيم، مؤكد أن الجيش الموريتاني بسط سيطرته على مناطق القتال في الصحراء المالية ويوجد حاليا على الميدان، في حين اختفى مقاتلو التنظيم الذين توغلوا باتجاه الشرق والشمال. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد نشر بيانا قال فيه إنه تمكن من قتل 19 جنديا موريتانيا والاستيلاء على 5 سيارات عابرة للصحاري، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والوثائق، مؤكدا أنه فقد عنصرا واحدا من مقاتليه خلل المعارك. وفي نفس السياق اتهمت منسقية أحزاب المعارضة الموريتانية الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بخوض "حرب بالوكالة" والزج بالجيش الموريتاني في معارك مع القاعدة خارج الأراضي الموريتانية خدمة لمصالح فرنسا. وقالت أحزاب المعارضة في بيان مشترك صادر عنها، إنها تستغرب الزج بالبلد "في حرب لا تستند إلى أي أساس شرعي ولا إلى إجماع وطني"، وتساءلت المعارضة لماذا موريتانيا وحدها من تخوض هذه الحرب دون مشاركة بقية بلدان المنطقة، وهل بإمكان موريتانيا أن تعلب دور دركي المنطقة المسؤول وحده عن أمنها. من جهته قام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بزيارة إلى جمهورية مالي، وأجرى مباحثات مع الرئيس المالي آمادو توماني توري، ركزت على المواجهات العسكرية الدائرة على الأراضي المالية بين الجيش الموريتاني وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كما التقى الرئيس الموريتاني في العاصمة المالية بامكو بشيوخ العشائر والقبائل العربية في شمال مالي، لبحث سبل التعاون بينهم وبني الجيش الموريتاني في مواجهة تنظيم القاعدة، وقدم الرئيس الموريتاني اعتذاره لشيوخ العشائر العربية والطوارقية في شمال مالي عن مقتل امرأتين مدنيتين في قصف جوي نفذه الطيران الموريتاني قرب مدينة تيمبكتو شمال مالي، متعهدا بدفع ديات لأهالي الضحيتين.