تحل علينا ذكرى اليوم الوطني الثمانين لبلادنا الغالية بعد ان أكمل القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه -لبنات هذا الكيان العظيم اثر كفاح متواصل وصبر دؤوب دام اكثر من ثلاثين عاما يجمع الفرقاء في جسد امة ويحقن دماء المتناحرين ليكونوا اخوة سواء يحكمهم دين الاسلام . فبعد توحيد الارض بتوحيد الله بدأ مشروع الوطن بالنهضة السعودية في جميع الميادين لتكون تجربة فريدة حققت النجاح الباهر فاليوم نحن جميعاً نتذكر هذه المناسبة التاريخية الغالية بكل اعتزاز ،نعي أن بلادنا المقدسة تسير مسيرة خير ونماء منذ توحيدها الى اليوم نحو الافضل لانها بنت قاعدة متينة لمد الحاضر ورؤية المستقبل فحجم المنجزات السعودية خير شاهد على ان بلادنا كتب الله لها قيادة حكمية . اننا نحمد الله على ان بلادنا شرفها الله بالمقدسات لتكون اغلى بلاد الارض ومأوى افئدة المسلمين يفد لها كل عام الملايين من حجاج ومعتمرين. فلزاماً علينا أن نخلص لقادتنا وبلادنا لانهم اخلصوا لشعبهم وتفانوا في خدمة الدين ورفعة البلاد لنجسد معاني الوفاء ونعمل لنصل الى مصاف العالم الاول متراحمين مترابطين متآخين كما يريد زعماؤنا وكما نريد نحن. تمر علينا اليوم هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويحافظ على ثوابته ومكتسباته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن وهو نهج ابنائه الكرام البررة من بعده الى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتصبح بلادنا مملكة للانسانية وقبلة لكل مسلم .