قبل أقل من عشر سنوات، كان استخدام الهواتف المحمولة (الجوالات) محصورا بالاتصال الهاتفي والرسائل النصية فقط، وكانت التطبيقات محصورة بآلة حاسبة أو لعبة سهلة يندر أن يستخدمها صاحب الجوال. ولكن مع التقدم الهائل في سرعة المعالجات وصغر حجمها، وانخفاض أسعار الذاكرة وسهولة الاتصال بالإنترنت عن طريق شبكات الجوال، ظهر جيل الهواتف الذكية «smartphones» الذي غيّر الوضع كليا، فلم يعد الهاتف المحمول مجرد أداة للاتصال، بل يمكن تشبيهه بجهاز حاسب آلي صغير متصل بالإنترنت. وقد أدى هذا الأمر إلى تغير كبير في نظرة مصنعي البرامج، ففي السابق كانت البرامج تصمم لتعمل على أجهزة حاسب مكتبية أو محمولة وبشاشات كبيرة. ولكن انتشر الآن مصطلح مخازن أو مكتبات البرامج «Application Stores» التي لم يزل لشركة أبل الشهيرة قصب السبق والريادة فيها، حيث قدمت الشركة مكتبة آي تونز للبرامجApple's» iTunes app store»، وقد اختلفت الإحصائيات حول عدد البرامج الموجودة فيها، ولكنها بلا شك تزيد على «130 ألف» تطبيق تختلف تصنيفاتها وتتعدد أغراضها. وأصل فكرة هذه المكتبات سهلة للغاية، فبدلا من أن تكون برمجة تطبيقات البرامج محصورة بالشركة المصنعة للهاتف، تقوم الشركة باستضافة مكتبة للبرامج يستطيع أي مبرمج أن يقوم بنشر تطبيقه وتحديد السعر الخاص به، ليستطيع مستخدمو الهاتف من جميع أنحاء المعمورة تركيبه على أجهزتهم. (بالطبع هناك ضوابط خاصة بالتطبيقات التي يتم وضعها في تلك المكتبات) على الرغم من أن شركة أبل كان لها السبق في هذا المجال، فليست هي الوحيدة التي تقدم مكتبة للتطبيقات، إذ جميع الشركات الكبرى لديها مكتبات للتطبيقات أيضا. فشركة جوجل العملاقة لديها مكتبة «سوق اندرويد» Android Market، وكذلك شركة نوكيا لديها «مكتبة أو في آي» Ovi store، وشركة بالم لديها (كتالوج التطبيقات)Palm App Catalog، وشركة بلاك بيري لديها «عالم التطبيقات» BlackBerry App World، وشركة مايكروسوفت لديها «سوق تطبيقات ويندوز»Windows Marketplace for Mobile. وقد أوضحت شركة جارتنر في تقرير لها بأن حجم تطبيقات الهواتف المحمولة له سوق كبير وهو في تزايد مستمر، فعلى سبيل المثال كان مجمل البرامج التي تم تحميلها في عام 2009، من المستخدمين ما يقرب من مليارين ونصف بعوائد تصل إلى أربعة مليارات دولار، وفي عام 2010 تضاعفت هذه الأرقام لتصل لأربعة مليارات ونصف تحميل بعوائد تصل لأكثر من ستة مليارات ونصف دولار. وتتوقع جارتنر بأنه وبحلول عام 2013 سيصل عدد تحميل البرامج لأكثر من 21 مليار تحميل بعوائد تزيد على 29 مليار دولار. تصعب مقارنة هذه المكتبات البرمجية لضيق المساحة، ولتعدد المحاور التي يمكن المقارنة من خلالها، ولكن ما يمكن الجزم به هو أنه وعلى الرغم من كثرة هذه الأسواق، فالمنافسة منحصرة بين شركتي أبل وجوجل. حيث يعتبر نظام اندرويد المقدم من جوجل هو المنافس الأقوى والأسرع نموا في عدد التطبيقات التي زادت حاليا على 30 ألف تطبيق. وقد يستغرب البعض من كثرة هذه التطبيقات، التي يوجد الكثير منها في مجال الأعمال والحياة اليومية، ولكن يبدو أن سوق الألعاب والتطبيقات الترفيهية هو الأكثر استحواذا (58% من مكتبة أبل هو تطبيقات ألعاب، و18% هي تطبيقات ترفيهية). ومع أن هذه المكتبات فتحت فرصا ذهبية للأفراد لبناء برامج والكسب منها بعرضها في هذه المكتبات، إلا أن التطبيقات العربية الموجودة قليلة ولا تكاد تذكر. فهل نرى حضورًا ومساهمات عربية وسعودية من طلاب مدارس التعليم العام والجامعات والمؤسسات المعنية بالمبدعين والموهوبين وتقديم برامج مميزة ومشرفة؟!