أعربت ايران عن استعدادها لاستئناف سريع للحوار مع القوى الكبرى التي تتابع ملفها النووي المثير للجدل، حسب ما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الثلاثاء. وصرح رامين مهمنبراست للصحافيين في طهران "نأمل ان نتمكن من خلال مقاربة عادلة تقر بحق ايران بنشاطات نووية سلمية، من اجراء مفاوضات في المستقبل القريب" مع مجموعة 5+1. ومن المقرر ان يجتمع ممثلون عن الدول الست في نيويورك الاربعاء حيث توجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. وذكر المتحدث بان "الرئيس احمدي نجاد ادلى بتصريحات صريحة حول مجموعة 5+1 وشدد فيها على استعداد ايران للمفاوضات". وكان الرئيس محمود احمدي نجاد صرح لوسائل اعلام امريكية ان ايران مستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى العظمى. الى ذلك اعتبرت الولاياتالمتحدة الثلاثاء في فيينا ان ايران عدلت معايير التوصل الى اتفاق محتمل لتبادل الوقود النووي وان اي مفاوضات جديدة يجب ان تأخذ في الاعتبار هذه الشروط الجديدة. وردا على دعوة صالحي لاستئناف المفاوضات قال وزير الطاقة الامريكي ستيفن شوومعاونه دان بونمان ان الكرة باتت في الملعب الايراني. وقال دان بونمان للصحافيين على هامش اعمال الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية المستمرة حتى 24 سبتمبر في فيينا "نعتقد ان من المهم ان يتم التطرق الى مواضيع اوسع مثل الشروط الامنية التي بحثت خلال اجتماع مجموعة 5+1" في اشارة الى مفاوضات جنيف مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) والمانيا. من جانب آخر دعا الرئيس الايراني اداره الرئيس الامريكي باراك اوباما الي مد يد الصداقة الى الشعب الايراني وقال ان الايرانيين اصدقاء لكافه الشعوب ولا يسعون مطلقا للهيمنة على الاخرين. واكد الرئيس الايراني الذي يحضر اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك حسب ما اعلنه الاعلام الايراني امس بأن الشعب الايراني مستاء من الادارة السائدة في العالم وقال ان الادارة الحالية للعالم غير قادرة على توفير الامن والاستقرار والصداقة بين الشعوب. واشار الى قضية المحتجزين الامريكيين الاثنين الذين دخلوا الاراضي الايرانية بصورة غير مشروعة. واعرب عن امله في اطلاق سراحهما بعد التأكد لدى القضاء الايراني بعدم وجود سوء نيه من دخولهما الاراضي الايرانية بصورة غير قانونية. وندد نجاد ب"صمت وسائل الاعلام" عن قضية تيريزا لويس، الامريكية التي تعاني اعاقة عقلية والتي صدر حكم باعدامها لمشاركتها في قتل زوجها، مقارنا وضعها بوضع الايرانية سكينة محمد اشتياني. واثارت قضية اشتياني (43 عاما) التي حكمت العام 2006 بالاعدام رجما لارتكابها الزنى ومشاركتها في قتل زوجها مع عشيق لها، تعاطفا كبيرا معها في اوروبا والولاياتالمتحدة. وقال احمدي نجاد خلال لقائه الاثنين شخصيات ورجال دين مسلمين في الولاياتالمتحدة كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية "هناك سيدة سيتم اعدامها في الولاياتالمتحدة ولكن لا احد يعترض". وندد الرئيس الايراني الموجود في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة بما اعتبره "حملة اعلامية على ايران" على خلفية قضية اشتياني. من ناحية اخرى اعتبرت الحكومة الايرانية الثلاثاء ان الانشقاق الاخير للعديد من الدبلوماسيين في اوروبا لا ينبع من "اسباب سياسية" بل من مصالح خاصة. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي "لا احد داخل ايران او خارجها يؤمن بدوافعهم السياسية. انها بالاحرى قضية مصالح شخصية تقدمت على المصلحة الوطنية". واكد المتحدث الايراني ان "مهمة (هؤلاء الدبلوماسيين) انتهت" مع اعلان قرارهم، مضيفا "اذا كان لدى احد دوافع سياسية فانه لن يستمر في قبض راتبه طوال خمسة عشر شهرا" قبل ان يعلن قراره بانهاء مهمته. على صعيد آخر تسلم الحرس الثوري الايراني امس بحضور وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي الدفعة الاولى من الجيل الثلاث من صواريخ "فاتح 110" المتطوره. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا" عن العميد وحيدي خلال مراسم التسليم ان هذه الصواريخ التي تتميز بالدقة البالغة والسرعة الكبيرة بسبب تزويدها بالوقود الصلب صنعها الخبراء الايرانيون وفقا لمقتضيات الظروف الراهنة بحيث تضرب عمق الاهداف الاستراتيجية للعدو بدقة بالغة. ويتميز الجيل الجديد من هذا الصاروخ الذي تم اختباره بنجاح في 25 اغسطس الماضي بنظام دقيق في التوجيه والسيطرة وله قدرة عالية في الاستهداف والاصابة وخفض الوقت اللازم للاعداد والاطلاق والسهولة في التخزين في اجواء مناخية متنوعة.