في 17 جمادى الاولى من عام 1351ه اصدر مؤسس هذا الوطن الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، مرسوما ملكيا بتوحيد المملكة واعلان قيامها باسم المملكة العربية السعودية، واصبح تاريخ 21 جمادى الاولى من العام نفسه الموافق 23 سبتمبر 1932م يوما مجيدا وتاريخيا ووطنيا للمملكة. بعد غدٍ الموافق 23 سبتمبر تحتفل المملكة بالذكرى ال 80 على توحيدها، ثمانون عاما من العطاء والبناء والانجازات مرت على هذه الدولة المباركة، عاشت اياما من الوفاء واقامة شرع الله ودعما للتضامن الاسلامي ورعاية ضيوف الرحمن والامن والسلام والرخاء والعزة والرفعة، وفي تطوير واصلاح دائمين لبناء هذا المجتمع ورفاهية مواطنيه، نحمد الله ونشكره على هذه النعمة. ان يوم الوطن تنبض فيه الروح والمشاعر حباً لهذه التراب الطاهرة، يتأمل الانسان ما حوله فيدرك ان كل ذي نعمة محسود، نشاهد سائر الدول والاوطان وكوارث الشعوب ونقارن مع هذه النعمة، فنبتهل الى الله ونشكره على هذا الامن والامان، انه عشق ابدي لهذا الوطن لا يعادله اي عشق، ولانه الوطن دائما يفتح قلبه وذراعيه لاهله وشعبه، فالجميع يشارك في هذه الفرحة العارمة، الجميع يطمع ويطمح الى حياة اكثر سعادة وهناء، وهذا هو الحب الازلي الذي يمنحك الدفء والامل والطموح بدون حدود، لقد وفر لنا الوطن الامن والامان والحياة الكريمة ومساحة الرأي والتعبير عن جميع شئون حياتنا، ولكن بني البشر لا يتوقفون عن الامال والتطلعات ويكفي ان هذا الوطن يقول لشعبه في ليلة فرحه، (دع القلق وابدأ الحياة ايها المواطن) ونحن نقول ايها الوطن حياتنا تنبض بالامل والروح من أجلك وطموحاتنا اصبحت اكثر واكثر رعاك الله لنا وحفظك من كل مكروه. وطني وعشقي الاوحد, المرأة في هذا الوطن تمثل نصف المجتمع وتنبض حباً وشوقاً له، تساهم في البناء الشامل والتنمية، نريدها تكتمل وتطل على الوطن كالبدر الساطع في ليلة عرسه، نريدها تحمل لواء العطاء والمشاركة الفاعلة ومقود النجاح، نريدها الملاذ الهادئ الآمن في التنمية، والتيار المتدفق والجارف والصاخب في الحق والمشاركة، نريدها شلالاً من الوفاء والعطاء وظلاً وفياً للوطن من اشعة الشمس الحارقة وبرداً وهوناً ودعماً للرجل في معركته في كسب الرزق الشريف، لا نريد تعطيلها ولا نريد تهميشها، نريد عطاءها واستغلال امكاناتها وقدراتها في بناء المجتمع، نريد الوسطية والرحمة والتوازن والتعقل في مشاركتها، ولكن لا نريد هذه النظرة القاصرة والمتشائمة عند مشاركتها في المجتمع. الطموح كبير جداً ويزداد مع حب الوطن والكلمات والاحرف تتطاير تعبيراً عن حالة العشق الكبير له، وثمانون عاماً كفيلة بسطر قصص وتاريخ حافل بهذا المعجزة الوطنية، ولكن الامل كبير ايضاً والطموح والتطلع اكبر بحجم هذه المحبة النادرة ولان المرأة تبقى اللغز المحير وتبقى تلك الشمعة المضيئة في دروب الوطن لنتأمل ونتدبر في حجم مساهمتها في بناء الوطن لكي يظل شامخاً ومتوقداً لمواصلة رحلة الخير والنماء حوالي 27 بالمائة نسبة البطالة النسائية لا يرضاها هذا الوطن الكبير في ليلة وفائه وهو الذي يحتاج للوفاء، النظام المدني واجراءات الحقوق والتقاضي والمحاكم التي تخص المرأة في مسائل الطلاق وحضانة الابناء والنفقة وغيرها لا تتوافق مع عشق هذا الوطن، فرص العمل المحدودة للمرأة وحاجات بعض الاسر المحتاجة لا يرضاها شموخ وكبرياء هذا الوطن، النظرة القاصرة والتعامل غير الحضاري مع المرأة في بعض الاحيان لا يتواكب مع حب هذا الوطن، التفريط في استغلال الانفاق على تعليمها الذي يوازي حوالي ثلث ميزانية التعليم لا يرضي مكانة هذا الوطن، مشاركتها في التنمية التي لم تتجاوز 5 بالمائة لا يرقى لمستوى تطلعات هذا الوطن بحبه وعشقه الكبير، مشاركتها في صنع القرار ومعالجة ودراسة امور الوطن لم تتبلور بعد، والوطن يفتح ذراعيه لها بكل ترحاب. امور كثيرة تحتاج الى تدبر وتأمل في مناسبة هذا الوطن الكبير، وان كانت هذه بعض القضايا فان طرحها يمثل حباً وعشقاً للوطن، وبدون مناقشتها واستعراضها واثارتها والعمل على حلها، فاننا نظلم الوطن ونسلبه حقه من احد عناصر القوة لديه، نريد مجتمعاً حوارياً يقبل بالرأي الاخر ويحترمه ويقبل الحوار والنقاش الذي تتجه معانيه ومقاصده لمصلحة الوطن وعزته وكرامته، فلا مساومة في هذا الحب من الجميع، فهذا الوطن ليس ارضاً وموطئاً وتراباً نعيش فوقه فحسب، وانما نبض ومشاعر وعشق يهتز ويترنم ويخفق كلما جاءت مناسبة يومه الوطني الكبير. ** خاطرة يقول الشاعر الحاضر الغائب غازي القصيبي رحمه الله ويا بلاداً نذرتُ العمر زهرته ** لعزّها دمتِ اني حان ابحاري