أظهر تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية الاسرائيلية أمس ان جيش الاحتلال يواصل استخدام نوع من الذخائر لتفريق المتظاهرين في الضفة الغربية، وذلك خلافا لتوجيهات سابقة من النائب العام العسكري الاسرائيلي. وقالت الصحيفة في تقريرها ان جيش الاحتلال يستخدم وعلى نطاق واسع رصاص "توتو" من عيار 0.22 بوصة، باطلاقها من بنادق "روجر"، على رغم أن النائب العسكري الحالي أفيحاي مندلبليت وسلفه مناحيم فينكلشتاين قررا منع استخدام هذه الطلقات النارية باستثناء الحالات التي يسمح فيها باستخدام الذخيرة الحية أيضاً. وأوضحت "هآرتس" انه جرى الكشف عن الاستخدام الواسع لهذه الطلقات خلال جلسة عقدتها المحكمة العسكرية في الضفة الغربية الاربعاء الماضي في اطار مرافعات بشأن العقوبة التي ستفرض على عبدالله أبو رحمة منسق لجنة مقاومة الجدار في بلعين الذي تتهمه سلطات الاحتلال بالتحريض وتنظيم تظاهرات غير شرعية. وحسب الصحيفة فانه ومن ضمن هذه المرافعات قدم الادعاء الى المحكمة تقريرا قام بإعداده الميجر إيغور موسايف من لواء "الناحال" الذي كان أدى مهام ضابط العمليات في لواء "بنيامين". ويركز هذا التقرير على الكلفة الاقتصادية الخاصة بتفريق التظاهرات في قريتي بلعين ونعلين. ويتضح من التقرير ان كلفة اطلاق رصاصات "التوتو" التي أطلقها جنود الاحتلال في بلعين ونعلين، تبلغ 1.3 مليون شيكل، في الفترة ما بين اب/اغسطس 2008 وكانون الأول/ديسمبر 2009 واشارت "هارتس" الى ان رصاصات بنادق "روجر" او رصاصات "التوتو" هي عبارة عن طلقات معدنية من عيار 0.22 بوصة (إنش) اي 5.56 مليمترات، وتعتبر بمثابة سلاح "غير قاتل". ونوهت الى ان هذا النوع من الرصاص تسبب في استشهاد الشاب عقل سرور ( 35 عاما) قتل في بلدة نعلين غرب رام الله في 5 حزيران 2009 خلال تظاهرة منددة بالجدار التوسعي. كما ادى في شباط/ فبراير الماضي الى استشهاد الفتى عز الدين الجمل ( 14 عاما) في الخليل. بدورها، اكدت منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية لحقوق الانسان انه في أعقاب استئناف استعمال هذه الذخيرة، توجهت في شهر آذار/مارس 2009 إلى النائب العسكري العام وحذرت من أن استعمال الذخيرة الحية لتفريق التظاهرات قد يؤدي إلى القتل. لكن رد الميجر المدعو يهوشواع جورطلر من النيابة العسكرية لم يصل الاّ في شهر حزيران /يونيو بعد مقتل عقل سرور في نعلين. وفي جوابه حدد المدعو جورطلر أن القواعد السارية على هذه الذخيرة هي صارمة "ومتقاربة عموما مع قواعد إطلاق النار السارية على الذخيرة الحية "العادية"... وقال "الجيش الإسرائيلي لا يعتبر استعمال بندقية "روجر" وسيلة لتفريق التظاهرات أو أعمال الإخلال بالنظام..". واضافت "بتسيلم" :" إن هذا الجواب لا يجسد الحالة السائدة في الميدان. حيث يتضح من المشاهدات التي قامت بها المنظمة في مراكز التظاهرات في نعلين أن قوات الجيش تستعمل بصورة ثابتة تقريبا ذخيرة "التوتو" منذ نهاية العام 2008 وأنها تعتبر هذه الذخيرة وسيلة إضافية لتفريق التظاهرات. وطالبت "بتسيلم" الجيش بالتوقف فورا عن استعمال رصاصات "التوتو" في الحالات التي لا يكون هناك خطر على حياة الجنود واتخاذ الإجراءات بحق العناصر الذين يطلقون النار بما يخالف تعليمات الإطلاق ويتسببون في مقتل وجرح مدنيين.