شهدت الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» في العقدين الأخيرين تزايدا ملحوظا في مواقع الإنترنت، فأغلب مستخدمي الإنترنت بشكل دوري أصبحوا يملكون مواقع سواء كانت تجارية أو علمية أو شخصية. فمع تضخم تلك المواقع أصبح التنافس بينها يأخذ مطلع الجد، فترى مالكاً لهذا الموقع يبدأ حملة إعلانية ترويجية تكلفة المبالغ الباهظة لأجل كسب أكبر عدد من الزوار والأعضاء، ليصل إلى هدفه وهو الكسب المادي الشهري. فهناك بعض المواقع التي تستقطب العديد من الزوار بشكل يومي حيث يصبح لها قاعدة كبيرة من الزائرين والأعضاء، مما يجعل الشركات أو المواقع الأخرى ترغب الإعلان في هذا الموقع الذي يرتاده زوار وأعضاء تلك المواقع. فأصبح الكثير من الشباب والشابات الذين انتهزوا فرصة كبيرة لن تتكر خاصة في العقدين الأخيرين، فبدأ كثير من الشباب بموقع لم يكلفه 2000 ريال وتم تطويره بمبالغ مضاعفة حتى استقطب عدداً كبيراً من الزوار والأعضاء فصار مشهورا عند الجميع، حينها بدأ بتجارتة وأصبح له مدخول مادي شهرياً تحت الإعلانات والخدمات الشهرية التي يقدمها للمواقع الأخرى وفقا لخبرتة. ومن هنا فإن الشركات تعلن في المواقع الشخصية لرخص ثمن الإعلان عن الشركة، فترى الشركات يعلنون في عدة مواقع وفي فترات طويلة، فإن صاحب الموقع قد يطمأن من دخله الشهري الذي قد يكون ثابتا أحيانا جراء موقعه الشخصي. ولاشك أن هناك فرصا أخرى استغلها أصحاب الأفكار السريعة في النطاق السنوي (لا يملك ولكن يؤجر سنويا تصل إلى 50 ريالا)، ففي أمريكا إحدى الشركات الكبرى دفعت لصبي 130 دولاراً لكي يتنازل عن نطاق كلفه 9 دولارات. في الوقت نفسه نفكر ما تقوم به شركات الإستضافة من إصدار ثبوتيات معرفة تعطى لملاك المواقع وقت المبايعات والكثيرون من المشترين يظنون أن تلك الثبوتيات هي اوراق تثبت أنه يملك الموقع، أكثر من أنها أوراق تشهد المبايعة التي تمت في شركة الاستضافة. فالحصول على عنوان لوحة التحكم لاسم النطاق واستلام اسم المستخدم و الرقم السري ونقله باسم المشتري على ان يتم التفعيل مباشرة والموافقة من أهم الأمور التي لابد من المشتري أن ينظر إليها. وتبليغ الشركات المتعاونة مع الموقع سواء المعلنة أو المستضيفة بأن الموقع انتقلت ملكيتة إلى شخص آخر، وضرورة الدخول إلى ملفات FTP وعمل الفحوصات اللازمة للأسماء الأخرى وحذفها، ومن ثم التأكد من جميع صفحات الموقع. وفي حوار أجريناه مع الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله المهيوبي مدير إدارة التسويق والمبيعات في شركة النظم الحاسوبية ناشرنت، عن آلية تكوين المواقع وبيعها، وسوق عملها وما يخصها، موضحا بأن السوق السعودي بدأ يتصاعد من أعلى لأعلى، فلم تنحصر الشركات فقط على التصاميم، بل البرمجة أيضا. ٭ ما هي آلية بيع وشراء المواقع ؟ - لا يوجد آلية معينة لبيع المواقع فإما أن يقوم صاحب الموقع بعرض موقعه للبيع سواء في نفس الموقع أو في مواقع أخرى وبعد أن يتم الاتفاق على السعر يقوم صاحب الموقع بتسليم المالك الجديد جميع بيانات الموقع مع كلمات المرور الخاصة به، وأهم من ذلك يقوم بتحويل ملكية اسم النطاق (الدومين) إلى المالك الجديد وبالتالي تتم عملية بيع الموقع. وإما أن يتم ذلك من خلال وسيط في عملية البيع يكون له نسبة من قيمة الموقع وهذا الوسيط إما أن يكون شخص أو شركة أو صاحب موقع آخر. ٭ ما هي الثبوتيات التي تأخذ وتعطى لملاك المواقع؟ - يعد البريد الإلكتروني لصاحب الموقع هو الأهم في عملية البيع فمن يملك البريد الإلكتروني المسجل في معلومات اسم النطاق يعد هو صاحب الموقع، كما أننا لا يمكن أن نغفل بقية المعلومات مثل الاسم ورقم الهاتف والعنوان البريدي. ٭ماذا يميز المواقع الثمينة عن أدناها؟ - تتميز المواقع عادة بمحتواها وبمدى اهتمام أصحابها بها وتحديثهم المستمر لبياناتها، فإذا وجد الزائر كل يوم معلومات جديدة فسوف يدفعه ذلك لزيارة الموقع أكثر من مرة والحرص على متابعته. ولكن قد يكون هناك موقع ثمين في صفحة واحدة، فقد تم بيعة ب 100,000 ريال عبارة عن دليل مواقع، وبيع مرة أخرى في شركة أخرى بقيمة 150,000 ريال. ٭ماهي التحديات والصعوبات التي تواجه الوضع العام للمواقع والمبيعات وأصحاب المواقع.. والمجال التجاري لهم ؟ - المنافسة أصبحت قوية بسبب كثرة شركات التصميم والاستضافة، ولكن للأسف القليل منها يستحق اسم شركة فأكثرها مجرد جهود فردية عادة ما تنتهي بسرعة بسبب التقصير في تقديم الخدمات ومن أهمها الدعم الفني للعملاء والذي هو لوحده يحتاج لفريق من المؤهلين للرد على العملاء وحل مشاكلهم، ولا شك أن التعامل مع العملاء أمر صعب جداً. ٭ماهي نوع أو آلية حملات الإعلانات الإلكترونية على شبكة الإنترنت؟ - بما أن شبكة الإنترنت تستقطب العديد من المستخدمين بشكل يومي، وانتشار المواقع الكبيرة وكثرتها، فهنا نجد أن كثيراً من ملاك المواقع يبدؤون بحملات إعلانية عن موقعهم في المواقع الأخرى المشهورة تصل قيمة الإعلان الواحد إلى 8 آلاف ريال شهريا، فهناك حملات إعلانية تكلف 15 ألف ريال، ولا ننسى أن كيري كلفه (الإعلان عن نفسه) في صفحات الإنترنت الأمريكية ما يقارب 400 ألف دولار. فتبدأ الحملة باجتماع مع صاحب الشأن لتحديد الهدف ونوعية المنتج والجمهور المستهدف والفئة العمرية. مضيفا بأن موقع Hotmail يستقبل إعلانات تصل إلى 70 ألف ريال. ٭لماذا يقوم أصحاب المواقع ببيع مواقعهم؟ - يقومون بذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال التكلفة المادية للموقع حيث إن كل موقع يحتاج إلى تحديث وتطوير بشكل مستمر كما أن استضافة الموقع تتطلب من صاحبه دفع مبالغ مالية تتراوح بين 300 و3000 ريال سنويا وذلك حسب نوعية ومميزات الاستضافة. كما أن قلة زوار الموقع قد تدفع صاحبه إلى بيعه أو التفكير في استبدال الخدمة التي يقدمها بخدمة أخرى قد تجلب له زوارا أكثر. كما أن السفر والدراسة من الأسباب التي لا يمكن تجاهلها والتي قد تدفع أصحاب المواقع لبيعها، يضاف إلى ذلك أن أكثر أصحاب المواقع هدفهم من بناء مواقعهم هو الكسب المادي من خلال الإعلانات للمواقع الأخرى أو الشركات هذه الإعلانات التي قد تدر عليهم ما يكفي لسداد فواتير الاستضافة الخاصة بمواقعهم، فإذا لم يتحقق لصاحب المواقع ما يريد فإنه سيفكر مليا في بيع موقعه للتخلص من أعبائه المالية. ٭ماذا ترى مسقبل و واقع شركات الاستضافة والتصميم؟ - قبل ثمانية أعوام من الآن كانت شركات التصميم تتنافس بشدة، حيث كان السوق متعطشاً لهذة التقنية التي دخلت جديدة فهناك شركات بدأت تصمم، وتجارات بدأت تطبق على مستوى المملكة والرياض خاصة. فالحال كان في تصاعد شديد، ومازال في صعود ولكن الفترة الماضية لا تشهد لها مثيلاً، وتعود الأسباب لأن العديد من المستخدمين في وقتنا الحاضر اصبحوا متمكنين من برمجيات التصميم والذي قد ينافسون العديد من الشركات وهم هواة.